لماذا يتم استخدام عملة قي الدولار في الاقتصاد العالمي؟ وهل تقوم الدول بالتجارة مستخدمة الدولار أم العملة المحلية؟ ومن يقرر أسعار الصرف؟ للإجابة على هذه الأسئلة لا بد من فهم كيفية عمل سوق صرف العملات، حيث يتم بيع وشراء مختلف العملات حول العالم. لا يتوقف الأمر على التجارة بين البلدان، بل أن قيام السائح المصري في فرنسا، مثلاً، باستبدال الجنيه المصري باليورو، هو جزء من سوق العملات.
تختلف تطبيقات سوق صرف العملات الأجنبية، كيف يقوم البعض بالتداول والتجارة في سوق المال هذا لتحقيق عوائد أساسية أو إضافية، وذلك بسبب الإقبال الهائل على هذا السوق وجود الملايين من المستخدمين والمستثمرين وأصحاب الأعمال والشركات والدول التي تشارك في تجارة العملات، مما يجعل فرصة تداول الفوركس رحلة مثيرة.
ما هو سوق الفوركس؟
يطلق على سوق صرف العملات الأجنبية اسم الفوركس، وبالمختصر، هو سوق المال حيث يقوم التجار ببيع وشراء مختلف العملات ذات قيم مختلفة لتحقيق مكاسب مالية. مثلاً، إذا كان سعر صرف الدولار إلى الريال السعودي: 1$ = 1.20 ريال، وبعد شهر، ازداد السعر إلى 1.25 ريال، فهذه فرصة للتجارة بهذه العملة وتحقيق بعض العوائد.
لكل عملة قيمة معينة، يتم التعبير عنها بالدولار أو اليورو أو أي عملة تريد استبدالها بها. يوجد في سوق الفوركس حوالي 180 عملة، ولكل منها سعر أمام العملة الأخرى، بالتالي، يوجد عدد هائل من أزواج العملات التي يمكنك التداول بها. إضافة إلى ذلك، يوجد الملايين من المتداولين في هذا السوق، مما يزيد من فرص التجارة في العملات. يمتاز سوق الفوركس بحيوية عالية، حيث تتذبذب نسب العرض والطلب لكل، مما يؤدي إلى تفاوت أسعار أزواج العملات.
كيف تحقق عوائد من تداول الفوركس؟
مثل أي سوق مالية، كالأسهم أو تداول العملات المشفرة، يتم تحقيق العوائد في الفوركس بحسب حركة العرض والطلب، حيث يقوم التاجر بالشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع وتحقيق الأرباح. قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن يضم سوق الفوركس العديد من العوامل الخارجية التي تؤثر على العرض والطلب للعملات، مثل سياسات البنوك العالمية، تقارير النمو الاقتصادي، تقارير الاستثمارات الحكومية والأجنبية، الأوضاع السياسية والعسكرية، التجارة العالمية، التطور التقني، الاتفاقيات الاقتصادية الدولي.
تؤثر جميع هذه الأمور على الطلب على عملة الدولار، مثلاً، مما يؤدي إلى ارتفاع وانخفاض قيمة الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى.
كيف تتداول بنجاح في الفوركس؟
يتم تداول عملات الفوركس على شكل أزواج. مثلاً، يمكنك الدخول في السوق بالزوج يورو/دولار. أي حصولك على عدد معين من عملات اليورو مقابل الدولار، مثلاً، دفع $1.10 من أجل الحصول على 1 يورو. يقوم التاجر بالتداول على هذا الزوج مثلاً عبر فتح صفقة شراء، وبعد فترة من الزمن، إذا ازدادت قيمة الزوج وحقق اليورو انتعاشاً إدى إلى ارتفاع قيمة الزوج إلى $1.15 مثلاً، يقوم المتداول بالبيع والحصول على الفارق كعائد.
بالطبع، يوجد عدة أساليب للتداول في سوق الفوركس، وكل تاجر مختلف في الطريقة والخبرة والميزانية والأهداف. لذلك، سوف نشرح أهم 7 خطط للتداول في سوق صرف العملات الأجنبية.
تداول اليوم الواحد
يقوم التاجر ببدء التداول مع انطلاق الجلسة اليومية في السوق عبر بيع وشراء مختلف العملات وإنهاء جميع التداولات مع نهاية الجلسة. بالتالي، يشابه الأمر الحصول على دوام عمل كامل، ليتمكن المتداول من متابعة أخبار السوق واتخاذ القرارات خلال مختلف التغييرات التي قد تطرأ.
استراتيجية السكالبينج (المضاربة)
يعني السكالبينج بالإنجليزية النتف، وهو تماماً ما يقتضيه تداول المضاربة، وهو فتح وإغلاق الصفقات خلال فترة قصيرة. يقوم المتداول بشراء أو بيع صفقة لزوج عملات والبقاء في السوق لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، ثم إغلاق الصفقة وحساب العوائد أو حتى الخسائر الناجمة. يتم استخدام هذه الخطة للحصول على عوائد صغيرة يتم تجميعها بعد تكرار هذه الخطة عدة مرات خلال اليوم.
تداول الأخبار
يقوم المتداول بمتابعة الأخبار والنشرات الاقتصادية واتخاذ القرارات الاستثمارية فقط تبعاً للأنباء والآراء المتداولة. على سبيل المثال، يقوم التاجر بانتظار التقرير الاقتصادي في البنوك الأمريكية، ثم تحليل وقع هذه الأخبار وفتح الصفقات بحسب التنبؤات المشار إليها.
تداول الاتجاه
يقوم متداول الفوركس بالاطلاع على التوجهات والآراء العامة في السوق. فإذا أشارت الإطلاعات العامة إلى شراء، يقوم التاجر بشراء العملات المشار إليها. والعكس صحيح. هذه الطريقة شائعة لعدم تفويت الفرص المتاحة التي قد يستفيد منها باقي المتداولين.
تداول المركز
وهي خطة طويلة الأمد يقوم بها التاجر بفتح صفقة بيع أو شراء والبقاء في السوق لفترة تمتد إلى أسابيع أو أشهر. بالتالي، لا يلتفت التاجر للأخبار اليومية أو خلال اليوم الواحد، بل ينتظر المتداول لفترة أطول ليتمكن منها من الاستفادة بشكل أكبر من التحركات.
كما أن هذه الخطة مفيدة للتجار ذوي الميزانيات المحدودة، حيث غالباً ما تكون التغيرات طفيفة في السوق، ومن أجل تحقيق عائد ملموس، يقوم المتداولون بإيداع أموال طائلة أو الإبقاء على المركز في السوق لفترة طويلة و تجميع الأرباح الناجمة.
التداول المتغير
يقوم المتداول في هذه الاستراتيجية بتغير التوجه بين البيع والشراء بحسب حركة السعر. مثلاً، إذا ارتفع سعر الزوج يورو/دولار، يقوم التاجر بالشراء. وفي المقابل، إذا انخفضت قمية اليورو/دولار، يقوم التاجر بفتح صفقة بيع، وهكذا. كما يقوم التاجر بفتح صفقات متتالية، مثلاً، الشراء، ثم البيع، ثم الشراء، وذلك بحسب حركة الأسعار في سوق الفوركس.
تداول النطاق
وهي استراتيجية تقتضي على تحجيم الخسائر وتحديد الأهداف. حيث يقوم التاجر باستخدام المؤشرات التقنية والأدوات المتاحة في منصة التداول من أجل وضع حدود التداول ودرجة الدخول والخروج والسعر. بالتالي، يقوم التاجر بالتداول فقط خلال النطاق الموضوع.