١٢٠٠ طالب حاصلين علي منح بتكلفة ٢٤ مليون دولار
هل تخلّت الجامعة الأمريكية عن دورها الاجتماعي والتنموي بعد قرار الوكالة الدولية للتنمية وقف تمويل المنح؟ وهل تسبب ذلك في رحيل طلاب أو تهديد مستقبلهم الدراسي؟
أسئلة شغلت الرأي العام الأكاديمي خلال الأشهر الماضية وأثارت قلق الطلاب الدارسين بالجامعة والطامحين للالتحاق بها، قبل أن يخرج الدكتور أحمد دلاّل، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في لقائه مع صحفيي التعليم العالي ليكشف بالأرقام حجم المنح المقدمة .
قال دلاّل: “لم نتخلَّ عن طالب واحد، ولم يُفصَل أي طالب من الجامعة بسبب توقف المنح. بالعكس، رسالتنا الأساسية هي دعم المتفوقين وتمكينهم من استكمال تعليمهم، مهما كانت التحديات.”
وكشف رئيس الجامعة أن أكثر من 30% من طلاب الجامعة يحصلون على منح دراسية، مشيراً إلى أن الجامعة تضم حالياً 6700 طالب، بينهم أكثر من 1200 طالب يتمتعون بمنح في مختلف التخصصات. وأضاف: “نحن لا ننتظر أن يأتينا المتفوقون، بل نتوجه إلى المدارس والمحافظات لنبحث عنهم بأنفسنا. هذا جزء أصيل من رسالتنا التنموية.”
وأكد دلاّل أن العام الدراسي الحالي شهد زيادة ملحوظة في طلبات الالتحاق مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس السمعة الطيبة للجامعة في بيئة دولية تشهد منافسة متزايدة. وقال: “دفعة هذا العام تضم نخبة من أفضل الطلاب في كل الشهادات الدراسية، من الثانوية العامة المصرية إلى البكالوريا الدولية (IB) والثانوية البريطانية (IG)، بالإضافة إلى أوائل الطلبة المصريين.”
وأوضح أن برنامج منح التفوق قدم هذا العام أكثر من 360 منحة لـ 256 طالباً، من بينهم 58 طالباً حصلوا على منح دراسية كاملة. كما رحّبت الجامعة بانضمام أعضاء جدد لهيئة التدريس يمثلون 16 مجالاً أكاديمياً، قادمين من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وألمانيا والمملكة المتحدة ولبنان وأستراليا ومصر.
وفي رده على ما يثار بشأن ضخامة ميزانية الجامعة وقدرتها على تمويل المنح ذاتياً، قال دلاّل: “هذا هراء، فمصروفات الطلاب لا تغطي سوى 60% من ميزانية الجامعة، بينما نكمل الباقي من التبرعات والدعم المجتمعي.
وردا علي تساؤل وقف عائلة ساويرس بمثابة المنقذ للجامعة، والانتقاد المجتمعي لهذا التبرع الأكبر علي مدار التاريخ وكيف نظرت له الجامعة فهل يعتبر شهادة ثقة في رسالتها، أم أنها قد شكل حجر عثرة جديد في ظل الانتقادات التي وجّهت للجامعة بعد توقف منح الوكالة؟؟
، شدد دلال؛ الهبة التي قدمتها عائلة ساويرس، والتي تُعد الأكبر في تاريخ الجامعة بقيمة تتجاوز 30 مليون دولار، ليست مجرد دعم مالي عابر، بل هي شهادة ثقة في رسالتنا التعليمية ودورنا المجتمعي. هذه الهبة جاءت لتؤسس وقف باسم أنسي ساويرس، تم على إثرها إطلاق اسم (كلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال) تخليداً لاسمه، وتوجيه عوائد الوقف مباشرة إلى دعم المنح الدراسية، وتمويل الأبحاث المتقدمة، وإنشاء كرسي أستاذ متخصص في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بجانب دعم برامج التبادل الأكاديمي مع جامعات عالمية كجامعة شيكاغو.
ثقافة التبرع للتعليم
هذا الوقف يثبت أن الاستثمار في التعليم ليس رفاهية، وإنما استثمار في مستقبل مصر والمنطقة. نعم، ميزانية الجامعة تواجه تحديات، ولكننا لا نعتبره منقذاً بالمعنى الضيق، بل رصيد ثقة يعكس التزام المجتمع المدني ورجال الأعمال بدعم التعليم المستدام. نحن نحتاج إلى تعميم هذه الثقافة، لأن الجامعات لا تقوم على المصروفات الدراسية وحدها، بل على الشراكة المجتمعية الواسعة.”
واختتم رئيس الجامعة قائلاً: “الجامعة الأمريكية بالقاهرة ستظل وفية لرسالتها التنموية، ولن تسمح بأن تكون الأزمات المالية عائقاً أمام حق أي طالب متفوق في استكمال دراسته.”