كشفت الدكتورة عزة عثمان، أستاذ الصحافة والإعلام الإلكتروني بجامعة سوهاج، عن إحصائية صادمة تؤكد أن 40% من المحتوى الصحي المنشور عبر منصّات “إنستجرام” و”تيك توك” يحتوي على معلومات غير صحيحة، وذلك وفقاً لدراسة علمية حديثة نُشرت بمجلة Nature عام 2023، محذّرة من التأثير السلبي لمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في المجال الصحي، في ظل غياب الضوابط والمساءلة القانونية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في الحلقة النقاشية الثانية ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العلمي الدولي الثلاثين لكلية الإعلام – جامعة القاهرة، والذي يُعقد هذا العام تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، ويهدف إلى مناقشة دور الإعلام الرقمي والتقليدي في تشكيل وعي الجمهور تجاه القضايا الصحية.
وأوضحت عثمان أن عدد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يصل إلى نحو 50 ألف مؤثر، بينهم ما بين 4 إلى 5 آلاف مؤثر في المجال الصحي، مشيرة إلى خطورة اعتماد الجمهور المتزايد على المحتوى الافتراضي في التشخيص والعلاج، بدلاً من اللجوء المباشر إلى الأطباء المختصين.
وتحدثت خلال الحلقة النقاشية نخبة من الأكاديميين والخبراء، مشيرين إلى أن “تسليع الصحة” وتبسيط المعلومات بشكل مخل، وانتشار الوصفات غير الموثوقة، كلها عوامل تكرّس تزييف الوعي الصحي لدى الجمهور، وسط غياب القوانين الملزمة والمؤسسات الرقابية الفاعلة.
وأكد الدكتور أشرف جلال، عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس، على ضرورة سنّ تشريعات تُجرّم ممارسة الإعلام الصحي عبر مواقع التواصل بدون ترخيص، كما دعا إلى الاستفادة من تجارب الدول الأوروبية في تقنين هذا النوع من المحتوى.
من جانبه، شدد الدكتور مينا جورج، استشاري الطب النفسي، على خطورة الترويج للتشخيص والعلاج النفسي عبر “الرسائل المباشرة” من مؤثرين غير متخصصين، قائلاً: “الوعي النفسي أصبح سلعة.. وغياب الرقابة القانونية أتاح المجال للمضللين”.
وقدمت المتحدثة الدكتورة سماح المحمدي، الأستاذ بكلية الإعلام، توصيات ختامية أبرزها ضرورة ربط صناعة المحتوى الصحي بالمؤهلات العلمية المعتمدة، وتحمل المواطن مسؤولية انتقاء المحتوى، وإلزام المؤثرين بالشفافية والمصداقية، مشيرة إلى أن “تزييف الوعي الصحي غلب بناءه”.
يُذكر أن المؤتمر يستمر لمدة يومين، برعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، ويُقام تحت إشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميدة الكلية، والدكتورة وسام نصر، أمين عام المؤتمر، وبمشاركة نخبة من المتخصصين في الإعلام والصحة والتكنولوجيا.