أوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أأن هناك العديد من التساؤلات تثار حول بعض الأمور المتعلقة بامتحانات الثانوية العامة، وفيما يلي توضيح لأبرز هذه التساؤلات و تسليط الضوء على ما ينبغي أن يكون وما هو قائم بالفعل.
كيف يتم تحديد الزمن المخصص لامتحانات الثانوية العامة؟
ما ينبغي أن يكون زمن امتحان أي مادة محدد بقانون، فمثلا قد يكون ساعتين أو ثلاث ساعات حسب طبيعة كل مادة، ولكي يتم اختيار أسئلة تناسب هذا الوقت يتم حساب الزمن اللازم للإجابة على كل سؤال من خلال تجريب الأسئلة مسبقا على عينات من الطلاب، ومن خلال معالجات إحصائية معينة يتم حساب متوسط الزمن اللازم للإجابة على السؤال أو العبارة وبذلك يمكن جمع الأزمنة اللازمة للإجابة على كل الأسئلة، والتأكد من مناسبتها للوقت الكلي للامتحان مع ترك فرصة خمس دقائق في البداية وخمس دقائق في نهاية اللجنة للمراجعة.
وأضاف الخبير التربوي أن ما هو قائم يتم تحديد الزمن اللازم للإجابة بناء على رأي واضع الامتحان واستنادا إلى تقديره الشخصي.
كيف يتم تحديد مستوى السهولة والصعوبة لأسئلةامتحانات الثانوية العامة؟
ما ينبغي أن يكون، تحديد نسبة ٣٠ ٪ مثلا للأسئلة والصعبة ومثلها للأسئلة السهلة والباقي للأسئلة المتوسطة، يخضع لرؤية الوزارة وسياساتها مسترشدة بمعطيات مكتب التنسيق والمقاعد المتاحة ومستوى الصعوبة المطلوب، وهو أمر مرن يمكن تغيير هذا النسب من عام لآخر، ولكن كيف يتم الحكم على عبارة بأنها صعبة أو سهلة أو متوسطة ؟.
ينبغي أن يكون ذلك بعد التجريب أيضا على عينات من الطلاب وإجراء المعالجات الإحصائية اللازمة.
واستكمل حجازي أن ما هو قائم: الحكم على سهولة أو صعوبة العبارة يتم وفقا لرأي معد الامتحان.
كيف يمكن السماح بتجريب الأسئلة على عينات من الطلاب ألا يعد ذلك تسريبا؟
لا يعد تسريبا وهذا هو الأساس لبناء بنوك الأسئلة الحقيقية وفقا للمعايير العلمية، ولا خوف مطلقا من هذا الإجراء لأننا سوف نطبق عددا كبيرا جدا من الأسئلة على عينات من الطلاب في كل مادة، ولن يتم السماح لهم بالحصول على الأسئلة وحتى لو حصلوا عليها فعددها كبير جدا يتجاوز الألف سؤال، وكل مجموعة منها تطبق على عينة مختلفة وبالتالي لا يوجد خطورة أو خوف من تداول الأسئلة.
وهل لو قمنا بعمل هذا الإجراء ستختفي مشكلات الغش والتداول؟
ما ينبغي أن يكون، بعد الانتهاء من إعداد بنوك الأسئلة يتم تحديد مواصفات الأسئلة المطلوبة وتطبيق الاختبارات الاليكترونية ذات الصور المتعددة، بحيث يكون لكل طالب نسخة مختلفة من الأسئلة اليكترونيا، ولكنها متكافئة تماما من حيث السهولة والصعوبة والزمن اللازم للإجابة عليها، كما في اختبارات التحول الرقمي وبذلك لن يكون هناك أي مجال للغش أو التداول.
ما هو قائم: صورة واحدة من الأسئلة مع اختلاف الترتيب فقط وهذا لا يمنع الغش بل يساعد على الغش والتداول.
هل صعوبة الأسئلة أمر مقبول؟
صعوبة بعض الأسئلة وعدد الأسئلة الصعبة يتوقف على الهدف من الاختبار، وما يعقب الاختبار من إجراءات فإذا كانت المنافسة بين عدد كبير من الطلاب على عدد محدود جدًا من المقاعد، كان عدد الأسئلة الصعبة أكبر وكلما زاد عدد المقاعد المتاحة انخفضت نسبة الأسئلة الصعبة تبعا لذلك إذ لابد من التمييز، وبالتالي فالصعوبة أمر مقبول وللصعوبة وظائف تؤديها ومنها حث الطلاب وإلزامهم ببذل مزيد من الجهد ومحاربة الكسل والتراخي وغير ذلك من الأهداف.
ولكنها لن تكون فعالة ومثمرة إلا في ظل منع الغش منعًا تامًا أما في ظل انتشار الغش والتداول فستكون النتائج عكسية، حيث الإحباط والاكتئاب واليأس وفقدان الثقة ومزيد من الغش.