بفوزالأرجنيتن إنتهت النسخة المجنونة من مونديال كأس العالم النسخة ال22 من 100 سنة هى تاريخ المونديال .. حالة جنون لذيذ أصابت ليس فقط عشاق الكرة فى العالم ولكن كل الشعوب الحالمة بانتصار حتى لوكان فى كرة القدم ..
نعم هذه النسخة التى وصفت منذ 12 سنة بالجنون منذ طلبت دولة قطر تنظيم هذه النسخة على أراضيها وراح كثيرون يشككون وبسخرون كيف لهذه الدويلة الصغيرة والتى لاتمتلك مقومات اكبر بطولة فى العالم والتى لم يدخل المونديال منطقتها العربية أو الشرق الأوسط كله لا تنظيماً ولا فوزاً!
بدأ الحلم كفكرة لم يؤمن بها أو يتحمس لها سوى أصحابها لكنها أنتهت الى أنها أصبحت النسخة الأفضل فى كأس العالم على مدار تاريخه المئة ورسخت قطرمبد أ ( استمرارية السعى تعنى حتمية الوصول) .. بالعلم والتخطيط وليس بالأمانى نقذت قطر ماوعدت به .. فعلى مدار السنوات العشر الماضية وهى تبنى وتخطط وارسلت فرق كاملة من الخبراء الى كأس العالم فى روسيا لتراقب وتدرس التنظيم وتنقل عن تجربتهم حتى الأمن فى المدرجات استعانت بخبراء من الأمن الانجليزى لمعرفته بالمشجعبن الانجليز وهكذا فالتخطيط كان على كل المستوبات وكل التفاصيل فنجح الحلم
بلغت ذروة نجاح الحلم عندما أرتدى بطل كأس العالم البيشت القطرية وهويرفع الكأس .. بارتداء أسطورة الكرة (ليوميسى ) لعباءة قطر فى لقطة رمزية لخصت مشهد طويل من الجهد والعمل والمثابرة والتخطيط ، لقطة تحمل كثير من الذكاء والدهاء والأهداف والرد على كل من شككوا وأساءوالها ولقدراتها ، فكانت عباءتهم السمراء على اكتاف ميسى هى افضل ختام لمشوار كبير بذلوا فيه كل ما يملكون لنجاحه .ستظل صورة ميسى وهويرفع كأس العالم بالعباءة القطرية ماثلة فى الأذهان وفى ذاكرة العالم أجمع ..فكرة تساوى اكثر من 220 مليار دولار وهو ما انفقته قطر لتنظيم البطولة
قطر فكرت وخططت ونفذت فحققت الأهداف سياساً واعلامياً فقد قفزت قطر بالصورة الذهنية لها وللعرب جميعا الى مكانة متقدمة جدا بين دول العالم ورسمت لنفسها وضعية أخرى على الخريطة .. فقد صدرت للغرب وللعالم اجمع ثقافة وتقاليد وعادات العرب وارغمت الكل على احترامها والانصياع لها واستطاعت بشموخها وتمسكها بمبادىء وضعتها ولم تتنازل أو تتهاون فيها – الى فرض احترامها على الجميع واستطاعت لىّ عنق المتغطرسين والمتكبرين من الدول الأوربية.
وفرضت الحضارة العربية وعلمت العالم كثيرمن ملامح ثقافتنا وقيمنا الانسانية والدينية وسياساً فرضت القضية الفلسطينة وذكرت العالم بها .على مدار شهر كامل عشنا حالة من المتعة والإثارة تتناسب مع حالة الجنون التى وصفت بها هذه النسخة .. بدأت بفوزالسعودية على الأرجنتين الفائزة اليوم بكأس البطولة، ومفاجأة المغرب المذهلة التى رفعت سقف طموح العرب جميعا بوصولها لقبل النهائى وحصولها على المركز الرابع فى هذه النسخة لأول مرة لدولة عربية فى تاريخ كأس العالم، ناهيك عن خروج مبكر لدول كبيرة كانت مرشحة للفوز بالبطولة مثل المانيا وهولندا والبرتغال..
ولم ينته الجنون حتى وصلنا للمباراة النهائية التى كانت شبيهة بحالة المونديال حيث لعبت الارجنيتن وفرنسا نهائى خرافى غير متوقع ومثير بشكل جنونى مابين شوط والثانى تتوالى المفاجآت وسيجاال مابين الخبرة والفن والحرفية ومابين الشباب والحماس ( ميسى ومبابى ) ليفوز الأفضل ليضع ميسى تتر نهاية رائع لمسيرته الكروية الدولية
ميسى يحتفل مع اسرته بالفوز بكأس العالم
ومن المشاهد المؤثرة فى نهائى البطولة هو تقليد لاعبى الارجنتين للاعيبة المغاربة فى الاحتفال مع اسرهم فى الملعب فى مشاهد أسرية دافئة لم تكن موجودة من قبل فى الملاعب لكن فرضها اللاعبون المغاربة واضفوا روح جميلة عندما كانوا يحتفلون مع امهاتهم بمشاعر كلها بر وحنان واعتراف بفضل الأمهات عليهم وان طريق النجاح دائما مفروش ببر الوالدين وهو أحد أهم أسس ديننا الحنيف ومجتمعنا العربى
رأيت ميسى يجرى نحو المدرجات ويشير الى اسرته بالنزول للملعب للاحتفال معه وترك الكل ووجلس جانبا يحتفل مع زوجته واولاده بالكأس ، ومدرب الأرجنتين الذى قفز فى المدرج ليحتضن كل اسرته اطفاله وزوجته واخواته وتوالت المشاهد فى الملعب مع حارس المرمى وهو يلتقط صورة له مع اسرته داخل الشبكة.
قد يقول قائل ان شعوب امريكا الجنوبية ومنها الارجنيتن شعون تشبهنا فى كثير من الملامح ومنها العاطفة الجياشة ولكن يظل للاعبى المغرب السبق فى ارساء هذا المشهد فى الملاعب .. هنيئاً لقطر وللعرب حصاد هذه البطولة الاستثنائية والتى تُعد بحق كريزة بطولات كأس العالم كلها .