وكشف المعهد، أنه تم اطلاق المسبار الصيني تيانوين- 1 إلى كوكب المريخ على متن صاروخ لونج مارش- 5 في يوليو 2020، ويعد المسبار الصيني تيانوين- 1 أول محاولة صينية للوصول الى تفاصيل داخل كوكب المريخ ، ووصل إلى سطح الكوكب الأحمر يوم الجمعة (14 مايو- 2021) في حوالي الساعة 23:11 بالتوقيت العالمي ، عند نقطة هبوط: 109.7 E ، 25.1 N ، على بعد أقل من 40 كم من الموقع المستهدف في يوتوبيا بلانيتيا.
تفاصيل وصول المسبار الصيني
وقد وضح الدكتور شفيق تعيلب ، الباحث بمعمل أبحاث الفضاء بالمعهد بأنه بعد دوران المسبار الصيني تيانوين- حول الكوكب الأحمر لأكثر من ثلاثة أشهر ، انفصلت مركبة انزال المسبار تيانوين- 1، مع المركبة الجوالة ،عن المركبة المدارية لتبدأ بالهبوط نحو سطح الكوكب. وبمجرد دخول المسبار والمركبة الجوالة إلى الغلاف الجوي للمريخ ، أخذت المركبة الفضائية إجراءً مشابهًا لمركبات المريخ التابعة لناسا عند محاولتها الهبوط السهل على المريخ، وقام الدرع الحراري بحماية المركبة الفضائية أثناء الهبوط ، وبعد ذلك هبطت المهمة بأمان بالمظلة وأطلاق بعض المحركات الصاروخية الصغيرة الموجهة للأسفل لإبطاء سرعتها في الثواني القليلة الأخيرة من هبوطها إلى منطقة يوتوبيا بلانيتيا ،وهو سهل داخل حوض تصادم هائل في نصف الكرة الشمالي لكوكب المريخ .
هذا ولم تؤكد إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) رسميًا حتى الآن الهبوط الناجح ، ولكن تم إعلان ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل شبكة التلفزيون الصينية العالمية (CGTN) التي تديرها الدولة وباحثون في جامعة ماكاو للعلوم والتكنولوجيا في الصين.
ومن المتوقع أن تقضي المركبة المتجولة نحو 93 يومًا ارضيا على كوكب المريخ (يستمر اليوم على المريخ حوالي 40 دقيقة أطول من يوم على الأرض) في التجول على سطح المريخ لدراسة تكوين الكوكب والبحث عن علامات الجليد المائي.
وتعتبر تيانوين- 1 أول مهمة هبوط صينية على المريخ ، لكنها ليست أول رحلة صينية على المريخ. الأولى ، وهي مركبة مدارية تسمى Yinghuo-1 ، تم إطلاقها في عام 2011 .
ويعد الهدف من المهمة؛ التحقق من صحة تقنيات الاتصال والتحكم في الفضاء السحيق ، ووضعه في مدار حول الكوكب والهبوط على سطحه. تحديد موقع لإرجاع عينات المريخ في المستقبل والمتوقعة في عام 2030. دراسة التشكل والتركيب الجيولوجي للمريخ وتطوره وأسبابه. دراسة خصائص الطبقات السطحية والجوفية لتربة المريخ وتوزيع الجليد المائي. دراسة الغلاف الجوي المتأين والمناخ والفصول وبصورة أعم الغلاف الجوي للمريخ.
ودراسة التركيب الداخلي للمريخ ومجاله المغناطيسي وتاريخ تطوره الجيولوجي والتوزيع الداخلي لكتلته ومجال جاذبيته.
وأوضح الدكتور مكرم إبراهيم رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد أن الصين تتبنى برنامجا طويلا لاستكشاف الفضاء الخارجي وحققت نجاحات كبيرة منها الهبوط على الوجه المظلم للقمر ودراسة تفاصيل كوكب المريخ، ولا تثنيها فشل بعض الرحلات عن المضي قدما في انشاء محطة فضائية بعيدا عن المحطة الفضائية الدولية، والتي كانت أحدثت جدلا في الأسابيع القليلة بعد فقدان السيطرة على الصاروخ لونج مارش- 5B، والذى سقط في المحيط الهندى يوم 9 مايو 2021.
وأوضح الدكتور جاد القاضي، بأن للمعهد تعاون علمى قائم مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية لانشاء عدد من محطات رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى، والتي سوف تعزز من قدرات المعهد في مجال أبحاث الفضاء وبدأ المعهد في رصد الأقمار الصناعية منذ عام 1957 بعد إطلاق أول مركبة فضائية للاتحاد السوفيتى، وكان الرصد بكاميرات بدائية، تتطورت إمكانات المعهد لانشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية باستخدام أشعة الليزر عام 1981 والتي ما زالت في الخدمة.