أكد الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي أن الإخلاص في الطريق وحده لا يكفي، بل لابد من تمحيص الإخلاص، حتى يرتقي لمنزلة الصدق، وهو ماينبغي أن يكون عليه أهل التصوف في صدق التوجه إلى الله تعالى.
مشيرا إلى أن هناك فرق بين الإخلاص والصدق، فالأول إسقاط الخلق من معاملة الحق” والثاني فهو: “إسقاط النفس من معاملة الحق”، والمريد هو الذي يخلص في عبادة ربه، ولا ينظر إلى الخلق أبدًا.
وأضاف مهنا خلال شرحه لكتاب الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري – عبر البث المباشر بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك – أن الله تعالى لا يمنع إلا لحكمة، ولا يعطي إلا لحكمة، حيث قال جل علاه : “وما تشاؤن إلا أن يشاء الله”، فقد يكون المنع هو عين العطاء، وقد يكون العطاء هو عين المنع.
مشيرًا إلى قول ابن عطاء الله السكندري صاحب الحكم: “العطاء من الخلق حرمان، والمنع من الحق إحسان” مؤكدا أن كتاب ” الحكم العطائية” يعد أحد منازل السائرين، لأنه يضم المنازل التي سار عليها ابن عطاء في رحلته، وقد كان – رحمه الله – من أقطاب زمانه في العلم والحديث.