كتب : شادي محمد علي
من رحم المعاناة تولد الإرادة والعزيمة، هكذا أثبت عمري ماكوين الطفل البريطاني الجنسية الذي يبلغ من العمر اثنى عشر عاماً، فبالرغم من فشله دراسياً ومعاناة والدته المرضية إلا أنه استطاع تغيير حياته بخلق علاقة حب بينه وبين المطبخ جعلته أصغر طاهٍ في العالم، ومن خلال التقرير التالي نستعرض إليكم رحلة كفاح الطباخ الصغير.
حياته:
ولد الطفل الصغير وترعرع بلندن أحد أهم المدن السياحية في بريطانيا، وكانت حياته مستقرة إلى أن اكتشفت إصابته باضطراب القراءة المعروف بإسم “ديسليكسيا Dyslexia” وهو ما يصعب من عملية القراءة والكتابة بشكل كبير حتى وإن كان المصاب ذكياً بالفطرة، وكان لذلك الشأن أن يؤثر في حياته الدراسية بالسلب، وأخرجته والدته “ليا Leah” من المدرسة وهو في السنة الخامسة، لأن المعلمين قالوا أنه غير قادر على أداء اختبارات التقييم الدراسي الخاصة به في السنة السادسة بسبب إصابته بالاضطراب، حسبما أشارت صحيفة ميرور البريطانية.
ولم يكن ذلك هو أسوء ما واجهه العمري، وهو بعمر السابعة أصيبت والدته بنوبات صداع نصفي شديدة تسبب لها الشلل عندما تنتابها، وهو الأمر الذي أدى إلى أن يكشتف موهبته الدفينة للمطبخ، عندما بدأ بالاعتماد على نفسه بمساعدة والده “جيرمين Jermaine” في طهي الطعام حتي يزيح المشقة عن والدته.
رحلته:
ورغم كل ما واجهه إلا أنه لم يستسلم وبدأ في تنمية موهبته بالمطبخ، وبالرغم من كونه موهوباً إلا أن الطريق لم يكن سهلاً في البداية بل كان مليئاً بالصعوبات والأطباق المهدرة، فيقول العمري: أنه ببداياته كان يطهو المعجنات والمكرونة والتي لم يكن يعلم المقادير الصحيحة لها، ولكن مع إصراره ومحاولاته المستمرة استطاع تعلمها وإتقانها.
وكانت والدته أول داعمينه بمنحه كتب الطهي والنصائح المفيدة، وذلك بعدما لمست شغفه الشديد للطهي، وهو الأمر الذي عاد عليه بالإيجاب والتطور السريع.
إنجازاته:-
استطاع ماكوين رغم معاناته من عسر القراءة والكتابة أن يحقق حلمه بتأليف كتابه الأول عن الطهي Omari McQueen’s Best Bites، بل والتأهب لإصدار كتابه الثاني قريباً.
ولأجل إيمانه بقدراته، فعندما عزم على طلب المساعدة من رئيس أحد الشركات الكبرى بأن يمتلك أحد المطاعم عندما يكبر، فكان الرد مدهشاً عندما أجابه المدير: ولمَ الانتظار؟ يمكنك أن تحقق ذلك الآن ومجاناً، ليقتنص العمري بذلك لقب أصغر صاحب مطعم في العالم، متجاوزاً “فلين ماكغري Flynn McGarry” والذي كان يبلغ من العمر عندما كان يدير مطعماً خارج منزله بكاليفورنيا 11 عاماً ونصف، لتكون تلك بداية ظهور الشاب الصغير إلى عالم الشهرة، بتبني القنوات التليفزيونية لموهبته وبإنشائه قناته الخاصة بالطبخ على اليوتيوب.
ولم تتوقف الأمور حتى هنا، ولكن العمري ظل يجتهد حتي استطاع إطلاق علامته التجارية الخاصة Dipalicious متخصصاً فيها بالأكلات الكاريبية والطعام النباتي، وذلك لأجل تحقيقه رغبته بأن يكون الناس أكثر صحة.
وكان ماكوين من المؤيدين لأسلوب الحياة النباتي في الطعام، لأنه لا تعجبه الطريقة التي تعامل بها الحيوانات من أجل الحصول منها على الطعام والملابس، وبعض أشهر أطباقه التي يقدمها، أطباق بسيطة مثل حساء اليقطين والكاري النباتي والتي تعد من الأطباق النباتية.
ومع مرور الوقت، ازدادت خبرات العامري واستطاع تقديم العديد من الوجبات المبتكرة للأطفال بجانب العديد من الوصفات الأخرى المتنوعة والجديدة بمطعمه، وهو الأمر الذي حقق نجاحاً كبيراً له وخاصة علي الانترنت.
الإلهام :-
استمد ماكوين شغفه وحبه للطبخ والسعي لتقديم الأفضل دائماً من خلال بطله الشيف “جوردون رامزي Gordon Ramsey” الذي يأمل في مقابلته يوماً ما، ومن ناحية أخري رغم الصعوبات التي واجهها في البداية إلا أنه استمد الصبر واليقين من النجم الراحل “تشادويك بوسمان Chadwick Boseman” حتي يستمر في المحاولة للوصول إلى النجاح.