كتبت: دنيا هاني
تضاربت الآراء حول مدى فاعلية قرار المجلس الأعلى للجامعات، بشأن تعميم تدريس اللغة الألمانية لطلاب الطب والهندسة في الجامعات، بناءً على التكليف الرئاسي في عام 2019، ببدأ العمل في مقترح مشروع تعميم دراسة اللغة الألمانية لطلاب الجامعات المصرية، وخاصة طلاب كليات الطب والهندسة كمرحلة أولى على مستوى الجامعات المصرية.
قرار مفاجيء:
تواصل “صدى البلد جامعات”، مع عدد من أساتذة الجامعات في كليتي الطب والهندسة، ومعرفة أرائهم في القرار، حيث علق الدكتور خالد سمير، عضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة عين شمس، وأمين صندوق نقابة الأطباء الأسبق، على هذا القرار بقوله “مشكلتنا ليست مشكلة لغة”، فالقرار مفاجئ للكل و لم يكن هناك أي مناقشات علمية سابقة حول تدريس لغات داخل الكليات، فاختيار اللغة الألمانية كان مفاجأة لنا كأعضاء هيئة تدريس.
فأعتقد أن الأولوية تكون في تدريس اللغة الإنجليزية لأنها تُدرس كلغة علمية فقط، مما يقلل من فرص الأطباء في إتقان اللغة بشكل عام، لأنها أكثر اللغات احتياجا من جانب الطلاب ليتمكنوا من المنافسة في سوق العمل.
التدريس بلغة المريض:
وأضاف سمير لـ “صدى البلد جامعات”، أن كثرة الكليات الخاصة تسببت في تخريج أعداد أضعاف ما تحتاجه الدولة من الأطباء، فزيادة الأعداد دون مراعاة متطلبات سوق العمل، خلق فجوة لأن دراسة الطب تتطلب دراسة علمية وعملية و بالفعل أصبحت الأعداد أكثر من القدرة الاستيعابية، فالأولوية لتعليم الطب بكل علومه للغة الإنجليزية، لضمان التدريب الجيد وإكساب المهارات اللازمة للطلاب، والعمل على إمداد المجتمع بأطباء أكفاء قادرين على مواكبة تطورات سوق العمل.
وتابع أن مصر من الدول القليلة التي لا تُدرس الطب بلغة المريض، لتأثرها بالاحتلال البريطاني وكليات الطب في مصر منذ نشأتها عام 1827 بدأت باللغة العربية والفرنسية، وباقى دول العالم تُركز على تدريس الطب بلغة المريض مثل ألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول، لضرورة إكساب الطلاب لمهارات يدوية، بالإضافة إلى عمل تجارب يجب أن يراها الطالب أمامه ليتمكن من فهمها مع مراعاة الممارسة للوصول إلى مرحلة الإتقان.
اللغة الصينية أولى من الألمانية:
وفي سياق متصل، قال الدكتور مؤمن عبد الرؤوف، عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة جامعة الأزهر، إن الوزارة يجب أن تظهر حيثيات إصدار هذا القرار مع ضرورة توضيح الجهات الإعلامية بالوزارة الهدف منه، خاصة مع تعدد التساؤلات والاستفسارات حول اختيار اللغة الألمانية على وجه التحديد، وكان الأفضل تدريس اللغة الصينية مثلا لطلاب الهندسة.
مشيراً إلى صعوبة إتقان الطلاب الجامعيين للغة جديدة عليهم، حيث يحتاج الطلبة لفترات طويلة لاستيعابها وإتقانها، فالطلاب يتعلمون اللغة الإنجليزية من المرحلة الابتدائية ومع ذلك البعض يخرج إلى سوق العمل وهو غير متقن لها بالرغم من طول مدة دراسته لها.
وأكد عبد الرؤوف لـ “صدى البلد جامعات”، أن الأولوية تأتي للتطبيق العملي في المصانع والشركات مع ضرورة الاحتكاك بصورة أكبر بمواقع العمل، وهو ما يحتاجه أكثر الطالب الجامعي في هذه المرحلة .
أردف الدكتور محمد بدوي،الأستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن هذه الخطوة إيجابية خصوصا لتقدم ألمانيا في مجال الهندسة، وتعتبر منفعة متبادلة للطرفين خاصة لاحتياج ألمانيا لمهندسين واحتياج مصر في نفس الوقت لتوظيف الخريجين في مختلف المجالات، متمنيا تطبيق هذا القرار بخطوات تدريجية والأهم على أنه لا يكون بديل للغة الإنجليزية.
وأكد بدوي على ضرورة دراسة احتياجات السوق ومعرفة تخصصات بينية جديدة، لفتح مجال أكبر لتوظيف خريجي كليات الهندسة على اختلاف تخصصاتهم، بالإضافة إلى ضرورة تنمية مهارات الطلبة سواء الاتصالية أو اللغوية، أو التكنولوجية لمواكبة متطلبات العصر.
وانفرد «صدى البلد جامعات» بتفاصيل قرار تعميم تدريس اللغة الألمانية لطلاب الطب والهندسة في الجامعات، عقب إعلان المجلس الأعلى للجامعات بهذا الشأن، بناءً على التكليف الرئاسي في عام 2019، بدأ العمل في مقترح مشروع تعميم دراسة اللغة الألمانية لطلاب الجامعات المصرية وخاصة طلاب كليات الطب والهندسة كمرحلة أولى على مستوى الجامعات المصرية.
4 أهداف عامة لتعلم اللغة الألمانية لطلاب الجامعات:
ووفق مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للجامعات وما حصل عليه “صدى البلد جامعات” من مستندات، فإن هناك 4 أهداف عامة لهذه المبادرة، تتمثل في:
- زيادة القدرة التنافسية لخريجي الكليات وبالأخص الطب و الهندسة من الجامعات المصرية وإتاحة فرص أفضل للتدريب وتبادل الخبرات بأسواق العمل الدولية بصفة عامة وألمانيا والدول الناطقة باللغة الألمانية مثل النمسا وسويسرا بصفة خاصة.
- المساهمة في تعميق الروابط العلمية والثقافية بين البلدين.
- تأهيل الطلاب وبالأخص من كليات الطب والهندسة بالمهارات اللغوية اللازمة للدراسة والبحث حيث إن اكتساب اللغات يفتح الآفاق البحثية ويزيد من القدرة التنافسية للمتفوقين من خريجي طلاب الجامعات المصرية؛ للمشاركة العلمية والتعاون البحثي والأكاديمي وتبادل الخبرات العلمية والمعرفية.
- إلمام الطلاب بمهارات مهنية متميزة لإمكانية مزاولة المهنة في ألمانيا واستيفاء متطلبات سوق العمل المحلي والدولي بصفة عامة.