«إنجازات «الخشت»
هو الدكتور محمد عثمان الخشت الأكاديمي والفيلسوف المصري، الذي يشغل حالياً منصب رئيس جامعة القاهرة. كرمته الجامعة في عيد العلم عام 2013 نظرًا لإسهاماته الأكاديمية والإدارية في الدراسات العليا والبحوث والمشروعات الثقافية. كما حصد العشرات من شهادات التقدير والدروع من عدة جامعات ومؤسسات دولية وإقليمية ومحلية.
صُنف الخشت من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في «موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين» الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017. كما تم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية.
كما حصد العديد من الجوائز المرموقة، حيث حصل الدكتور الخشت على سبع جوائز علمية في العلوم الانسانية والاجتماعية، وجائزة في النشر الدولي، وجائزة الأستاذ المثالي من كلية الآداب عام 2010، وجائزة الأستاذ المثالي من نادي أعضاء هيئة التدريس لاختياره استاذا مثاليا عن هيئة التدريس بقسم الفلسفة كلية الآداب عام 2010.
المؤهلات
حصل الخشت على درجة الليسانس من قسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة القاهرة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1986، ثم حصل على درجة الماجستير من القسم ذاته في المذاهب الحديثة والمعاصرة وتخصص ما بعد الطبيعة بتقدير مُمتاز عام 1990، وتلى ذلك حصوله على درجة الدكتوراه في فلسفة الأديان بمرتبة الشرف الأولى من الجامعة ذاتها عام 1993.
التدرج الأكاديمي
أصبح الخشت معيدًا بكلية الآداب- جامعة القاهرة بداية من عام 1986، وترقى إلى درجة مدرس مساعد بعدها بأربع سنوات عقب حصوله على درجة الماجستير. ثم في عام 1993، نال درجة الدكتوراه وأصبح مدرسًا بالكلية ذاتها. إلى أن أصبح أستاذًا مُساعدًا عام 2003 عقب قيامه بأبحاث الترقي، فيما وصل إلى الأستاذية عام 2008 بعد استيفائه مُتطلبات الدرجة.
مسيرته
تولى الخشت الكثير من المناصب القيادية بجامعة القاهرة، من بينها المستشار الثقافي للجامعة (2002- 2013)، ومدير مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة (2010- 2013)؛ وعضو اللجنة الدائمة لاختيار الوظائف القيادية بجامعة القاهرة (2013-2013)؛ ومسئول التدريب والتثقيف للجامعات المصرية بوزارة التعليم العالي (2013)؛ ومستشار الدراسات العليا بجامعة القاهرة عضو المكتب الفني (2009 – 2013)؛ ومسئول جودة الأنشطة الطلابية في مشروع تطوير الأنشطة بوزارة التعليم العالي عن جامعة القاهرة (2007-2008)، والمُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة (2010- 2017)، والمُشرف على تحرير مجلة هرمس (2010- 2013)، وهي مجلة علمية مُحكمة في الدراسات الأدبية واللغوية ومعتمدة من أكاديمية البحث العلمي ولجان ترقيات الأساتذة والأساتذة المُساعدين في مُختلف تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعات المصرية، كما شارك في تأسيس مجلة الجامعة الدولية، ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب (2016- يوليو 2017)، كما شغل منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية (2013- 2015).
وقد شارك في أكثر من 40 مؤتمر علمي ودولي، ونظم 5 مؤتمرات، وساهم في إدارة وتطوير العملية التعليمية والأنشطة الجامعية في قطاع التعليم والطلاب وقطاع الدراسات العليا وفي إعداد برامج جديدة ومشروعات تطوير المدن الجامعية والأنشطة الطلابية.
وحقق الخشت العديد من الإنجازات كرئيس لأكبر بعثة تعليمية مصرية بالخارج والتي تفوق 250 ألف طالب؛ منها إعداد مشروع برتوكول تعاون تعليمي وبحثي وتربوي مشترك بين مصر والسعودية، وزيادة عدد المدارس التي تدرس المنهج المصري من 7 إلى 39، والنجاح في حل مشكلة «الامتحان التحصيلي»، والتي كانت تؤدي إلى اعتصامات ومظاهرات سنوية في السفارة والقنصلية والمكتب الثقافي ووزارة التعليم العالي.
وقام الخشت، بإطلاق الملتقى الإبداعي المصري السعودي ليكون ملتقى دوريًا يحتضن المبدعين من البلدين الشقيقين علاوة على مبدعي الدول العربية الأخرى بالرياض، وإقامة 23 معرضًا ثقافيًا وتعليميًا وسياحيًا في 18 جامعة ومدرسة دولية وحكومية وخاصة.
وربط الخشت، العمل الثقافي بقضايا الأمة العربية والدولة الوطنية؛ حيث أقام العديد من الندوات وورش العمل لطرح استراتيجيات جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف في إطار العلاقات الثقافية بين البلدين، وتأسيس عصر ديني جديد، فضلا عن طرح حلول من خلال ندوات متخصصة لمشكلة سد النهضة وتنمية سيناء ومحور قناة السويس.
منصب رئيس جامعة القاهرة
ومنذ صدور القرار الجمهورى رقم 358 يوم 1 من أغسطس لعام 2017 بتعيين الدكتور محمد عثمان الخشت رئيسًا لجامعة القاهرة لمدة أربع سنوات، أعلن في 17 أكتوبر 2017 وثيقة الجامعة، ونصت على أن جامعة القاهرة مدنية عقلانية، والحرية مكون أصيل من مكونتها، مع تأكيد حق الاختلاف وتنوع الفكر الخلاق في إطار الدولة الوطنية، مع الالتزام بهوية مصر المستنيرة القائمة على قيم التعايش وتقبل الآخر.
وذكر أن دور مجلس جامعة القاهرة للثقافة والتنوير في التنفيذ مرتبط بنسيج متكامل مثل رؤية الدولة للتعليم ورؤية الجامعات والكليات لها، كما يحاول ربط النسيج المجتمعي ببعضه ليتحدث لغة فيها توجه واحد والهدف الرئيسي للتعليم في العالم العمل على خلق وجدان الطالب الإيجابى المعتز بجامعته وبلده وسط الانفتاح على الآخرين ويقبل الاختلاف.
الفرع الدولي لجامعة القاهرة
وفي 29 أبريل 2018 وضع رئيس جامعة القاهرة حجر الأساس لفرع الجامعة الدولي بمدينة 6 أكتوبر، وأعلن عن المشروع الذي ينفذ على مساحة 575 فدان، ويعتمد على نظام الجيل الثالث من التعليم والتوأمة مع عدد من الجامعات الأجنبية؛ لمنح شهادات ودرجات علمية مشتركة.
نشأته
الخشت من مواليد القاهرة حيث كان يسكن في محافظة الجيزة، ولكن تمتد جذوره من الصعيد من محافظة أسيوط، ترك له والده الذي تخرج من كلية الحقوق وكان يعمل وكيل وزارة مساحة كبيرة من الحرية للاطلاع علي الثقافات المختلفة والقراءة.
ويحب الخشت جميع المأكولات المصرية وخاصة «الملوخية والمسقعة والكشري والفول والطعمية»، والطريف أن الخشت علي استعداد تام بالعيش باقي عمره على تناول «الفول والطعمية» في وجبة الإفطار.
وتخرج الخشت من الكلية التي يرغب بها وهى الآداب رغم حصوله على مجموع مرتفع الذي كان يسمح له بالالتحاق بكليات أخرى وتفوقه في المواد العلمية مثل «العلوم والرياضة والكيمياء والفيزياء»، إلا أنه فضل كلية الآداب، طريق الفلاسفة والاتجاه الفكرى والآدبي، حيث التحق بالشعبة الأدبية في المرحلة الثانوية رغم رفض أهله وأساتذته بالمدرسة هذا القرار لرؤيتهم أنه سيكون أفضل في الشعبة العلمية لتفوقه دراسيًا.
وقد رسم “الخشت” خطته لمستقبله منذ الصف الثالث الإعدادي حيث قام بتحديد هدفه الذي أراد الوصول له وهو أن يكون كاتب ومفكر، حيث قام بتوسيع قراءته للكتب عن طريق مكتبة المدرسة وشراء الكتب من خارج المنهج الدراسي لتجهيز نفسه لهذا الحلم.
كما كان الخشت مهارة أخري وهي لعب كرة القدم حيث سجل في اتحاد الكورة بنادي الزمالك تحت سن الـ14 والـ15، وكان يلعب مع أيمن يونس لاعب نادي الزمالك السابق والمحلل الرياضي حاليا، وكان الذي يقوم بتدريبه الكابتن هلال قدري بفريق تحت الـ14 والكابتن بدر حداد وأيمن اليمني تحت الـ15، ووقتها فاز الخشت بالدوري المصري.
ويقول المثل الشعبي الشهير «صاحب بالين كذاب» فكان لابد علي “الخشت” الاختيار بين عشقه لكرة القدم وحلمه الذي يحاول الوصول إليه، لذلك قرر استكماله في طريق العلم والدراسة، والتحق في الصف الأول الثانوي بفصل المتفوقين، وقرر دخول الشعبة الأدبية وحصل الخشت علي المركز الأول علي محافظة الجيزة وقتها.
وبعد التحاق الخشت بكلية الآداب جامعة القاهرة، قرر دخول قسم الفلسفة لما به مجالات مختلفة وكان يشعر أن تخصص واحد ليس كافي بالنسبة له فقد كان يدرس بقسم الفلسفة “علم أصول الفقه وعلم أصول الدين وتاريخ الأفكار وفلسفة الفن والنظرية الاجتماعية”، وكان يحصد الخشت المراكز الأولي في جميع السنوات الدراسية علي دفعته.
وتم تعيين “الخشت” معيد بالكلية بعد التخرج وكان أول كتاب صدر له مطبوع وحصل علي حقوق تأليفه ككاتب محترف وهو في العام الأول الجامعي بالكلية وكان اسمه “فهم الصلاة” لتوضيح معني الصلاة من الناحية الفلسفية والوجودية والعلاقة بين المحدود واللامحدود وقائم لعمل العلاقة بين الإنسان وبين الله وبين العالم.
وفي الكتاب تحدث عن أعمال العقل وكيفية عمله أثناء الصلاة الذي نسميه الخشوع وكان يربط الخشت الكتابة والتدريس مع بعضهما وكان يعتبر المواد الدراسية جزء علمي منه، بالإضافة للكتب الأخري التي كان يقوم بقراءتها مثل “علوم التفسير وعلوم الفلسفة وفي تاريخ العلوم والسياسة”.
وذكر الخشت أنه عندما كان في العام الجامعي الثالث له حدث له موقف حيث كان هناك ناشر لبناني متعاقد معه علي تأليف عدد من الكتب، وبعد توقيع العقد كان لابد من الالتزام به، ولكن بدأ التأثير علي مذاكرته ولكنه كان يتابع المحاضرات الخاصة به وليس من عادة “الخشت” الكتابة أثناء المحاضرة فكان يفضل الجلوس والاستماع وتخزين الأفكار.
وقبل بداية الامتحانات بشهر شعر بخطورة شديدة، فعندما جلس مع أحد أصدقائه يدعي «أشرف» بمدرج رقم 305 بالكلية قال له: «أشرف المنافسة بقيت جامدة جدا وفولان وفلان دايسين جامد وقاعدين وأنا زي ما أنت شايف مركز في المؤلفات والكتب التى أقوم بتحضرها» فقال له صديقه «لا أنا شايف أن الخبرة هو اللي هيكسب” وكان يقصد “الخشت» بذلك