حذّر الدكتور تامر شوقي من التسرع في اختيار مسارات البكالوريا الجديدة دون توفير إجابات واضحة وحاسمة على مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تمس مستقبل الطلاب التعليمي والجامعي، مؤكدًا أن نجاح أي نظام تعليمي جديد لا يتوقف فقط على مميزاته النظرية، بل على وضوح آلياته وعدالته وقدرة الطلاب على اتخاذ قرار واعٍ مبني على معرفة حقيقية.
وأوضح شوقي أن أولى الإشكاليات تتعلق بتوقيت إتاحة مناهج الصف الثاني بكالوريا، متسائلًا عن كيفية مطالبة الطالب وولي أمره باختيار مسار محدد دون الاطلاع المسبق على طبيعة المناهج ومحتواها، وما إذا كانت تتناسب مع قدرات الطالب وميوله الفعلية. كما طرح تساؤلًا حول جدوى التحاق الطالب بمسارات جديدة مثل إدارة الأعمال دون أن يكون قد درس مواد تمهيدية مرتبطة بها، بما قد يحول الاختيار إلى قرار غير مدروس.
وأشار إلى غياب الإرشاد الأكاديمي والدراسي لطلاب الصف الأول الثانوي، معتبرًا أن تعريف الطلاب بتفاصيل المسارات، والفرص الجامعية المتاحة، وشروط الالتحاق بالكليات المختلفة، يجب أن يسبق تطبيق النظام فعليًا، لا أن يُترك الطلاب لاجتهادات فردية أو معلومات غير مكتملة.
وتوقف شوقي عند شروط الالتحاق بالكليات، متسائلًا عما إذا كانت هناك متطلبات خفية أو مواد بعينها يجب دراستها داخل كل مسار، مثل اشتراط لغات أو برمجة أو كيمياء للقبول ببعض الكليات أو الأقسام، محذرًا من أن غموض هذه النقطة قد يفاجئ الطلاب بعد فوات الأوان.
كما أثار تساؤلات حول شكل الامتحانات في نظام البكالوريا، وما إذا كانت ستظل خاضعة لنفس فلسفة الامتحانات الحالية، أو ستشهد تغييرًا حقيقيًا يحقق عدالة التقييم، خاصة في ظل احتمالية وجود نظامين مختلفين للامتحانات، وهو ما قد يمس مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب المتنافسين على نفس الكليات.
وتطرق كذلك إلى آلية احتساب الدرجات في حال تعدد محاولات تحسين المجموع، وإلى مصير الطالب الذي يغيّر مساره ثم لا ينجح فيه، وإمكانية العودة إلى المسار الأصلي، فضلًا عن الإشكاليات المرتبطة بالجمع بين أكثر من مسار وتوقيت الالتحاق بالتنسيق الجامعي.
وأكد الدكتور تامر شوقي أن هذه الأسئلة، حتى لو كانت لدى الوزارة إجابات عنها، يجب إعلانها بشكل واضح وشفاف قبل بدء اختيار المسارات، مشددًا على أن غياب التوضيح يفتح الباب أمام الشائعات ويضع الطلاب وأولياء الأمور في حالة من القلق والارتباك بشأن مستقبل أبنائهم التعليمي.














