بمناسبة اختيار وكالة انباء ميكروسوفت العالمية اكتشاف الطبيب و السفير المصري الدكتور هادي التونسي التطوير أو التغيير الفوري للشخصية عن بعد كواحد من اكثر العلامات التجارية مصداقية لعام ٢٠٢٥، و اختياره ككاتب شهري في مجلة برينز الدولية، و هي بين الاشهر في مجال القيادة و الاعمال و لها مع وكالة ميكروسوفت ملايين المتابعين في ٦٥ دولة في العالم ، اجرت صدي البلد الحوار التالي معه:
السؤال الأول
كيف وصلت إلى اكتشاف يُغيّر الشخصية في جلسة واحدة فقط، في وقت يؤمن فيه العالم أن التغيير يحتاج سنوات؟ وما الذي جعلك تؤمن بإمكان التغيير الفوري؟
اسمح لي أولاً أن أقول إن المشكلة الحقيقية في العلاج النفسي التقليدي ليست نقص العلم، بل الاعتماد الكامل على العقل الواعي فقط. نحن نطلب من العقل الواعي أن يغيّر نفسه، بينما هو نفسه صاحب العقدة، وصاحب الخوف، وصاحب المقاومة. لذلك يستغرق العلاج سنوات.
أمّا ما فعلته أنا فكان عكس الاتجاه تمامًا: ذهبت مباشرة إلى العقل اللاواعي، ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن أكثر من ٩٥٪ من القرارات والسلوك والانفعالات. عندما ندخل إلى هذا المركز مباشرة لا يحدث جدل… ولا يحدث تبرير… ولا يحدث دفاع. يحدث قبول تلقائي.
بدأت هذه القناعة لدي من خبرة تمتد لعشرات السنين بين الدبلوماسية والعلاج والتعامل مع قادة دول وشخصيات مضطربة نفسيًا. رأيت أمام عيني كيف يمكن للإنسان أن يتغيّر فورًا عندما يتوقف عقله الواعي عن المقاومة ويصبح اللاواعي هو القائد. وهنا أدركت أن التغيير ليس معجزة، بل قانون عصبي–نفسي.
لذلك أقول بكل ثقة: التغيير الفوري ليس حلمًا، إنه علم يستند إلى فهم آليات الدماغ.
السؤال الثاني
ما الأسس العلمية والمهنية لطريقتك؟ من توثيق فكري وبراءة ملكية ومراجعة دولية وتصنيف عالمي؟ وكيف أثّر ذلك في مصداقية العلاج؟
أي منهج علاجي جديد لابد أن يمر باختبارين:
الاختبار العلمي والاختبار المهني.
من الناحية العلمية، حصلت طريقتي على حماية الملكية الفكرية مرتين، وهذا لا يُمنح إلا لأسلوب محدد المعالم، له هيكل نظري واضح، وخطوات قابلة للتكرار. ثم نُشرت تفاصيل الطريقة في مجلة بريطانية محكّمة—والمراجعة العلمية الصارمة لا تُجامل. هناك لجنة علمية تسأل: هل المنهج جديد؟ هل منطقي؟ هل تظهر له نتائج؟ هل يمكن تكراره؟
وبعد النشر، جاءت الإشارة الدولية بتصنيف المنهج ضمن أفضل الاكتشافات لعام 2021. هنا لم يعد الكلام عن تجربة فردية، أو حالة نفسية ناجحة، بل عن اعتراف عالمي بمنهج قابل للتطوير والبحث الأكاديمي.
أما من الناحية المهنية، فالمنهج أصبح مرتبطًا بسمعة دولية عبر مشاركاتي في مؤتمرات القيادة والعلاج النفسي والطاقة، من الأمم المتحدة إلى الجامعات الدولية.
لذلك يمكنني أن أقول: هذه الطريقة لم تعد فكرتي الشخصية؛ أصبحت منهجًا له بصمة علمية ومسار دولي واضح.
السؤال الثالث
كيف تعمل الطريقة عمليًا؟ كيف ينتقل المريض من الحوار التحليلي إلى اللاوعي، ثم إلى النوم العميق وزرع الرسائل؟ وما الفرق بين التنويم الصامت والتقليدي؟
الجلسة ليست لغزًا، بل معمار علاجي واضح.
أبدأ بما أسميه التحليل الموجَّه: حوار طويل يواجه الشخص بأفكاره، مخاوفه، أقنعته الزائفة. لا أسمح له بالهروب. بقدر ما يكون الحوار صريحًا، يبدأ العقل الواعي بفقدان قوته الدفاعية. هنا يصل الشخص إلى حالة تسميها العلوم العصبية انطفاء المقاومة الواعية.
بعد ذلك ننتقل إلى المرحلة الثانية: الدخول إلى اللاوعي. في هذه اللحظة، لا نعمل على القصص بل على المشاعر المخزّنة. لا نعمل على القناعة العقلية، بل على البرنامج العاطفي داخل الدماغ الحوفي.
المرحلة الثالثة هي النوم العميق. لماذا؟ لأن الوعي يختفي تمامًا، تمامًا كما يحدث في الجراحة تحت التخدير: المريض لا يقاوم. عند غياب الوعي، تصبح الرسالة قابلة للزرع بدون نقد وبدون مقاومة.
أمّا التنويم الصامت، فهو نقل الحالة الذهنية دون أوامر لفظية مباشرة. لا أقول “نم… استرخي…” بل أستخدم تأثير الارتباط العصبي بيني وبين الشخص. إنه تنويم في مستوى مجال الانتباه والعين والتنفس وليس في مستوى الكلمات.
والرسالة التي تُزرع ليست إرغامًا، بل قرار مشترك وقبول مُسبق صاغه الشخص وهو بكامل وعيه.
السؤال الرابع
ما دور الطاقة والريكي والتأمل واللون البنفسجي والتقمّص الذهني وعيش المستقبل كحاضر؟ وهل هذا علم أم تجربة؟
الدماغ ليس جهازًا كهربائيًا فقط، بل مصدر طاقة كهرومغناطيسية يؤثر ويتأثر. نحن اليوم في علم الأعصاب نتحدث عن التنظيم العصبي–الطاقي. التأمل العميق لا يغيّر الفكرة، بل يهدّئ الجهاز العصبي الذاتي ويعيد تنظيم موجات الدماغ.
الريكي ليس خرافة، بل محاولة لتنظيم المجال الحيوي الذي يقود مستوى التوتر. اللون البنفسجي هو لون التطهير العصبي–الطاقي لأنه يهدّئ الإشارات الحسية ويعطي الدماغ رمزًا بصريًا للراحة.
أما التقمّص الذهني للشخص وعيش مستقبله كحاضر فهو ليس ظاهرة غيبية. إنه ترجمة لقانون فيزيائي معروف:
كل احتمال في الزمن موجود، وعندما أعيش المستقبل كأنه واقع، أخلق ارتباطًا عصبيًا بين الآن وبين الصورة المستقبلية. هذا يغيّر السلوك مباشرة.
نحن هنا أمام دمج بين العلم التجريبي والعلم الاحتمالي والطاقة الدقيقة. ليس إلغاءً للعلم، بل توسيعه.
السؤال الخامس
ماذا يحدث نفسيًا داخل الشخص بعد جلسة التغيير الفوري؟ كيف تبقى الذكريات دون ألم؟ ولماذا تناسب الطريقة العادي والمريض النفسي معًا باستثناء حالات محددة؟
العملية تشبه جراحة في الذاكرة العاطفية. لا نحذف الحدث، ولا نغيّر التاريخ، لكننا نقطع الارتباط العصبي بين الحدث وبين الألم. الذكريات تبقى—لكن العاطفة تختفي. الإنسان كان يرى الذكرى كجرح، وبعد الجلسة يراها كصورة بلا وجع.
عندما يحدث هذا الانفصال العاطفي يشعر الإنسان وكأنه خارج ذاته، يراقب نفسه من الخارج. هذا الشعور عند البعض يكون تحررًا، وعند البعض يكون خفة نفسية، وعند البعض يكون وضوحًا إدراكيًا.
وهذا يجعل الطريقة مناسبة للإنسان العادي الذي يريد قيادة أفضل، ومناسبة للمريض النفسي الذي يريد التخلص من أعراضه، لأننا نذهب إلى نفس المركز العصبي.
لكن هناك حدود أخلاقية واضحة. حالات الذهان الشديد والهلاوس المعقدة تحتاج إطارًا دوائيًا وطبيًا، ولايجوز وضعها في تطوير ذهني سريع. الأخلاق قبل العلم.
السؤال السادس
ما النتائج الواقعية في الحياة؟ من الأعراض والسلوك والمشكلات الجسدية إلى العلاج عن بُعد. وما حلمك إذا تبنّت مؤسسة علمية هذا الاكتشاف؟
النتائج ظهرت في النوم، القلق، الاكتئاب، فوبيا السفر، التدخين، الوزن، وحتى الأعراض الجسدية ذات المنشأ النفسي. لماذا يتحسن الجسد؟ لأن الدماغ عندما يغيّر برنامجه يغيّر مستوى التوتر العصبي الذي يقود الأعضاء. وهذا يفسر لماذا يمكن للقولون العصبي أو الصداع أو اضطراب النوم أن يتحسّن دون دواء.
التطوير الفوري أيضًا صنع قيادات. عندما يصبح الإنسان بلا عقد، بلا ألم، بلا ذاكرة سلبية تربطه بالماضي، يصبح قادرًا على القدوة واتخاذ القرار والإلهام. وهنا يتحول العلاج إلى مدرسة قيادة إنسانية.
وأكبر ثورة في هذا المنهج أنه لا يحتاج حضورًا جسديًا. الجلسة من بُعد عبر التركيز والطاقة والانتباه، وهذا فتح الباب للعالم كله.
حلمي بسيط وواضح: إنشاء مركز عالمي يجمع علم الدماغ السريري، والعلاج النفسي، والطاقة الدقيقة، والفيزياء الاحتمالية، ويقدّم برامج تدريب للأطباء والمعالجين. هذا قد يغيّر ملايين البشر.
وإذا تبنّت مؤسسة علمية هذا المسار، فسنتحدث عن ثورة علاجية تقود الطب النفسي إلى جيل جديد











