قدّم الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، تحليلًا تربويًا لموقف أحد معلمي الدروس الخصوصية الذي وضع شروطًا سلوكية لقبول الطلاب داخل مجموعته، مؤكدًا أن القضية تحمل جوانب إيجابية وأخرى شديدة الخطورة تربويًا.
وأوضح حجازي أن من الإيجابيات في حديث المدرس عن الشروط لفت الانتباه إلى أن بعض السلوكيات المنتشرة مرفوضة مجتمعيًا، ومحاولة غرس فكرة الانضباط في المظهر والسلوك، والتصدي للتقليد الأعمى والعادات الدخيلة، وطرح رؤية تواجه مظاهر الانفلات الأخلاقي والتردي السلوكي بين بعض الطلاب.
وفي المقابل، شدد الخبير التربوي على أن المعلم تخلى عن دوره الأساسي كمرشد ومربٍ، وركز على المنع والعقاب فقط، محذرًا من اختزال التربية في التوجيه اللفظي دون تنويع الأدوات التربوية المناسبة لطبيعة المرحلة العمرية. وأكد أن بعض التعليمات لا تمثل تجاوزات تستوجب العقاب، بل تندرج ضمن نطاق الحرية الشخصية للطلاب.
وأشار حجازي إلى خطورة استخدام الحرمان من التعلم كوسيلة عقابية، معتبرًا ذلك مرفوضًا تربويًا وأخلاقيًا، حتى في إطار الدروس الخصوصية التي تظل خدمة تعليمية يجب أن تلتزم بمعايير الأسرة والمدرسة. كما حذر من أن بعض الشروط، خاصة المتعلقة بالمظهر الديني، قد تفتح بابًا للتمييز بين الطلاب على أسس ثقافية أو دينية.
واختتم بالتأكيد على أن غياب التواصل مع الأسرة يمثل خللًا خطيرًا في العملية التربوية، موضحًا أن دور المعلم الحقيقي هو دعم الطلاب والتأثير فيهم إيجابيًا وجذبهم للتعلم، لا عزلهم أو إقصاؤهم.














