أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تشديد العقوبات المتعلقة بالغش في الامتحانات لم يعد خيارًا، بل ضرورة لحماية هيبة العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن لائحة الانضباط الجديدة تتضمن تعديلات صارمة تستهدف مواجهة الظاهرة من جذورها.
وقال إن الإجراءات التي تم اعتمادها هذا العام ستطبق بحزم على جميع الصفوف الدراسية، مع تركيز خاص على الشهادات العامة، وفي مقدمتها الثانوية العامة.
وأوضح شوقي أن العقوبات لن تُطبَّق على الطالب الغشاش فقط، بل ستمتد إلى كل من يثبت تورطه في عملية الغش أو تسهيلها، من أعضاء لجان الملاحظة والمراقبة ورؤساء اللجان، وحتى أولياء الأمور الذين يتواجدون أمام اللجان بهدف نقل الإجابات لأبنائهم. وأضاف أن التشديد يشمل كذلك أصحاب جروبات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارهم طرفًا مباشرًا في الجريمة التي تهدد نزاهة الامتحانات.
وأشار الخبير التربوي إلى أن عقوبات الغش الجديدة لا ترتبط فقط بحالات الغش الفعلية، بل تشمل أيضًا الشغب داخل اللجان، أو التعدي اللفظي أو الجسدي على المراقبين، وكذلك الشروع في الغش أو حيازة أي أدوات يمكن أن تُستخدم في الغش مثل الهواتف المحمولة أو الأجهزة الذكية أو النظارات الإلكترونية، حتى وإن لم يستفد منها الطالب أثناء الامتحان.
وأكد شوقي أن هذه المنظومة الجديدة تحتاج إلى تعاون كامل بين أساتذة القانون ومسؤولي التعليم لصياغة توصيف دقيق لحالات الغش المحتملة وتحديد العقوبات المناسبة، مشددًا على أن العقوبات ستُطبَّق بشكل حاسم وسريع على كل متورط. وفي الوقت ذاته، أوضح أن تشديد العقوبات ليس كافيًا وحده، بل يجب أن يتزامن مع تطوير أساليب إدارة اللجان وطبيعة الامتحانات، لضمان منظومة رادعة تمنع الغش قبل وقوعه.
الجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتمع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في اجتماع حمل مناقشات حاسمة حول مستقبل التعليم في مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنه تم استعراض الموقف التنفيذي لتدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن مناهج الصف الأول الثانوي بداية من العام الدراسي 2025/2026، وهو القرار الذي يأتي ضمن رؤية الدولة للتحول الرقمي وتطوير التعليم وتلبية متطلبات الثورة التكنولوجية الحديثة.
وخلال الاجتماع، أكد السيد وزير التربية والتعليم للرئيس السيسي أن الإقبال على منصة البرمجة والذكاء الاصطناعي اليابانية “كيريو” تجاوز كل التوقعات، مشيراً إلى أن أكثر من 236 ألف طالب أتموا المحتوى التدريبي كاملاً. وأضاف أن طلاب الثانوية الدارسين للمادة سيحصلون على شهادة دولية معتمدة من جامعة هيروشيما اليابانية، في خطوة تمنح خريجي الثانوية ميزة تنافسية جديدة.
وأشار الوزير كذلك إلى أن مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي سيتم إدخالها في التعليم الفني بداية من العام الدراسي 2026/2027، بما يوسع قاعدة الطلاب المؤهلين لمهارات المستقبل.
















