شهدت إحدى المدارس الرسمية لغات بمحافظة الإسكندرية واقعة أثارت موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر تعديًا لفظيًا وسلوكيًا من عدد من الطلاب ضد إحدى المعلمات داخل الفصل، تضمن إلقاء قمامة على مكتبها، والسخرية منها، وإشارات غير لائقة، وتشويه محتويات الفصل.
ويُظهر الفيديو قيام مجموعة من الطلاب – يُقدّر عددهم بنحو عشرة طلاب – بالسلوك العدائي داخل أحد الفصول بمدرسة “عبدالسلام المحجوب الرسمية لغات”، حيث ظهروا في حالة هرج وفوضى داخل غرفة الدراسة، شملت الرقص، والتجاوز اللفظي، وإلقاء المخلفات فوق مكتب المعلمة، والجلوس على المقاعد بطريقة غير منضبطة، ما أثار مخاوف أولياء الأمور بشأن حالة الانفلات داخل المدرسة.
وأكدت مصادر تعليمية بمحافظة الإسكندرية أن مديرية التربية والتعليم تتابع الواقعة، وأنه تم استدعاء إدارة المدرسة لسماع أقوالهم وبدء التحقيقات يوم الأحد، مشيرة إلى أن الفيديو “يظهر تجاوزات خطيرة بحق المعلمة والمدرسة تستوجب إجراءات صارمة”.
كما شددت المديرية على أنه سيتم مراجعة سجل هؤلاء الطلاب والتحقق من وجود سوابق سلوكية مماثلة من عدمه، على أن تُحال أي مخالفات جسيمة للنيابة العامة حال ثبوت الاعتداء أو الإهانة المتعمدة لموظف أثناء تأدية عمله.
وعبّر عدد من أولياء الأمور عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث داخل المدارس، مؤكدين أن الواقعة كشفت عن خلل في الرقابة السلوكية داخل المؤسسة التعليمية، خاصة في ظل وجود أطفال أصغر سنًا قد يتأثرون بتلك الممارسات. وطالب الأهالي باتخاذ إجراءات تأديبية واضحة تجاه الطلاب المتورطين، مع إعادة تقييم منظومة الضبط والانضباط المدرسي.

في المقابل، دعا خبراء تربويون إلى ضرورة التعامل الجاد مع الواقعة، مؤكدين أن حماية المعلم جزء أساسي من استقرار العملية التعليمية، وأن أي اعتداء لفظي أو بدني يقتضي محاسبة فورية وفق اللوائح والقوانين. كما شددوا على أهمية الدور الأسري في متابعة السلوك العام للأبناء، مشيرين إلى أن المدرسة تُكمّل دور الأسرة ولا يمكن تحميلها وحدها مسؤولية الانفلات السلوكي.














