كشفت أجهزة وزارة الداخلية تفاصيل واقعة أثارت قلقًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر تعرض أحد الأشخاص لاعتداء عنيف بسلاح أبيض على يد مجهول بمحافظة الجيزة. وبعد الفحص والتحري، تمكنت الجهات الأمنية من تحديد هوية الشاب الظاهر في الفيديو، حيث تبين أنه طالب مقيم بالقاهرة، وقد أصيب بعدة جروح قطعية نتيجة الاعتداء.
وأوضح الطالب في أقواله أنه أثناء سيره بتاريخ 19 أكتوبر الماضي بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة، فوجئ بقيام ثلاثة أشخاص بمهاجمته والتعدي عليه مستخدمين سلاحًا أبيض، ما أدى لإصابته قبل أن يتمكن من الفرار والنجاة من قبضتهم.
وبمواصلة جهود البحث، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في تحديد وضبط الجناة الثلاثة، وجميعهم مقيمون بمحافظة الجيزة. كما ضبطت بحوزة أحدهم السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الجريمة. وبمواجهتهم، أقر المتهمون باعترافات كاملة حول تنفيذ الاعتداء بنفس الكيفية التي ظهرت بمقطع الفيديو، مؤكدين أن دافعهم الرئيسي كان السرقة.
وبعد استكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية، أُحيل المتهمون للجهات المختصة لمباشرة التحقيق في واحدة من أبرز الوقائع التي تفاعل معها الشارع خلال الأيام الماضية، بعدما أثبتت الأجهزة الأمنية سرعة التعامل وكشف ملابسات الحادث بالكامل.
وكان الطالب قد نشر منذ أيام صور صادمة لوجه طالب بكلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة (فرع الشيخ زايد)، بعد تعرضه لاعتداء وحشي في منطقة الهرم، حيث تداول آلاف المستخدمين الصور على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين وزارة الداخلية بسرعة التحرك وضبط الجناة قبل هروبهم.
وتشير التفاصيل المتداولة – وفقًا لأسرة الطالب وزملائه – إلى أن الشاب يدعى رامي، 21 عامًا، من مركز العياط، وقد تعرّض للحادث فجر يوم 19 أكتوبر الماضي، أثناء عودته من زيارة لصديقه كان يبيت لديه في منطقة الهرم. وبسبب عدم توفر مواصلات، قرر البقاء حتى الصباح، قبل أن يخرج في الخامسة فجراً متجهًا إلى عمله.
وعند نفق اللبيني بالهرم، وفي وقت خالٍ من المارة، فوجئ – وفق روايته – بشخصين مجهولين يقتربان منه، حيث قام أحدهما بجذبه من الخلف، بينما اعتدى الآخر عليه بشفرة حادة، موجّهًا له ضربتين عميقتين بالوجه ممتدتين حتى الرقبة، في مشهد وصفه شهود الواقعة بأنه محاولة “تشويه كامل للملامح”، وليس مجرد اعتداء عابر.
المثير للريبة أن المعتدين لم يسرقوا ماله أو هاتفه أو متعلقات شخصية، ما دفع كثيرًا من المتابعين لاعتبار الواقعة اعتداءً عبثيًا خطيرًا يستوجب تحقيقًا عاجلًا، خصوصًا أن الطالب – بحسب أسرته – “هادئ، مشهود له بحسن الخلق، وليس له أي خصومات أو خلافات”.

محضر رسمي واثتغاثة بالداخلية
وقد تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، إلا أن الجناة ما زالوا مجهولين حتى الآن، فيما تتواصل حالة الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور جروح الطالب بكثافة، وسط تعاطف كبير ودعوات لسرعة القصاص.
وأكدت الأسرة أن رامي طالب جامعة القاهرة يحتاج إلى جراحة تجميل معقدة لإعادة بناء المناطق المشوّهة بوجهه، فضلًا عن الأثر النفسي العميق الذي تركته الحادثة عليه، بعدما فقد إحساسه بالأمان وثقته في الخروج بمفرده.
ويطالب ورواد مواقع التواصل وزارة الداخلية بسرعة تتبع الجناة وتفريغ كاميرات المراقبة في محيط الواقعة، مؤكدين أن الاعتداء لا يمس الطالب فقط، بل يثير مخاوف المجتمع بالكامل من تكرار جرائم مماثلة.














