أعلنت النيابة العامة مباشرتها التحقيقات في واقعة مدرسة سيدز الدولية واستهلتها بالاستماع لأقوال الأطفال الخمسة المجني عليهم وذويهم، وذلك في أعقاب البلاغات التي تقدمت بها أسر الأطفال.
وأشار بيان النيابة إلى توافق أقوال الأطفال وذويهم على تعرض المجني عليهم لوقائع هتك عرض بعد استدراجهم من قبل المتهمين إلى مكان داخل المدرسة لا تكشفه كاميرات المراقبة وبعيد عن إشراف المدرسين.
وأضاف البيان أن المتهمين استغلوا صغر سن الأطفال بداعي اللهو قبل أن يرتكبوا الأفعال الممنوعة وهددوهم باستخدام سكين، ما بث الرعب في نفوسهم ومنعهم من إبلاغ ذويهم بالواقعة.
وحصلت النيابة على اعتراف تفصيلي من اثنين من المتهمين العاملين بمدرسة سيدز، تطابق مع ما أدلى به الأطفال وذووهم في التحقيقات، حيث أقروا بأنهم مع آخرين منذ أكثر من عام دأبوا على استدراج تلاميذ رياض الأطفال بعيدا عن الإشراف وكاميرات المراقبة، واستغلوا صغر سنهم وبراءتهم وهددوهم لإتمام الجرائم.
وضع سيدز تحت الإشراف المالي والإداري
الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد أصدرت كتابًا دوريًا جديدًا حمل رقم “١٩”، بهدف تعزيز آليات الحفاظ على أمن وسلامة الطلاب داخل المدارس الخاصة بعد واقعة سيدز التي تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة “دولية”. وجاء إصدار الكتاب الدوري في إطار حرص الوزارة على حماية أبنائها، وتأكيدًا على ضرورة إحكام منظومة الأمن داخل تلك المدارس، بعد أن تكررت المطالب بفرض رقابة صارمة على بيئة التعليم الخاصة.
وتضمّنت التعليمات الوزارية إلزام المدارس بتحديث أنظمة كاميرات المراقبة وتغطية جميع المساحات داخل نطاق المدرسة والفصول دون استثناء، مع تكليف أكثر من موظف بمتابعة الكاميرات حتى انتهاء اليوم الدراسي والإبلاغ الفوري عن أي مخالفات. كما شدد الكتاب الدوري على ضرورة المتابعة الدورية لإجراء تحاليل الكشف عن المخدرات لجميع العاملين بالمدرسة من معلمين وإداريين ومشرفين وسائقين وخدمات معاونة، إضافة إلى أي موظف جديد يُقبل للعمل، بحيث لا يتم الترخيص أو تجديده إلا بعد تقديم ما يفيد إجراء التحليل.
وتضمنت التعليمات أيضًا إدراج موضوع التوعية بالحفاظ على السلامة الجسدية ضمن خطة وحدات التدريب بالمدارس على مدار العام، مع الاستعانة بمتخصصين لتوعية الأطفال والمعلمين والإخصائيين والإداريين والعمال وأولياء الأمور. كما سيتم إطلاق حملات توعوية وأنشطة داخل المدارس من خلال توجيه التربية النفسية ومشاركة مجالس الأمناء والآباء والمعلمين، بهدف تنبيه الطلاب إلى المخاطر المحتملة وتعزيز مفهوم المساحة الشخصية للطفل.

وشمل الكتاب الدوري كذلك منع تواجد أفراد الصيانة داخل المدرسة خلال اليوم الدراسي، والسماح بوجودهم بعد الساعة الخامسة مساءً وفي أيام العطلات فقط، إضافة إلى منع وجود أفراد الأمن داخل أسوار المدرسة أثناء اليوم الدراسي وحتى مغادرة آخر طالب.













