انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الحادي عشر لتطبيقات الليزر (ICLA 11) في المعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، بالتعاون مع الجامعات الأوروبية في مصر، وبرعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، ورئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق. ويستمر المؤتمر حتى 25 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والخبراء من مصر وخارجها، بما في ذلك متحدثون من الولايات المتحدة، إنجلترا، ألمانيا، روسيا، والصين.
ويحمل المؤتمر هذا العام عنوان «الابتكار والتحديات في علوم الليزر من أجل التكنولوجيا المستدامة»، ليؤكد دوره كمنصة دولية لعرض أحدث التطبيقات العلمية والصناعية والطبية المرتبطة بتقنيات الليزر.
رؤية وطنية للقيادة العلمية
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور محمود هاشم، أستاذ كيمياء الليزر المتفرغ بالمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة والمؤسس للجامعات الأوروبية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن مصر تمتلك من الكفاءات العلمية والبنية البحثية ما يؤهلها للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا الضوئية المتقدمة.
وأوضح أن التقدم العالمي في علوم الليزر لم يعد مجرد رفاهية معرفية، بل أصبح عنصراً استراتيجياً في مستقبل الصناعة والطب والطاقة والاتصالات والزراعة والبيئة، مشيراً إلى الدور المحوري للمعهد القومي لعلوم الليزر كـ«قاطرة وطنية» لتطوير العلوم والتكنولوجيا الضوئية في مصر. وأضاف أن الليزر أصبح العمود الفقري للصناعات المتقدمة، من التصنيع الدقيق والقطع واللحام، إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد والقياس المتقدم، وصولًا إلى التطبيقات الطبية مثل جراحات العيون، العلاج الضوئي الديناميكي، الطب النانوي، والتشخيص الجزيئي. كما أشار إلى ثورة الحوسبة الضوئية (Photonic AI) التي تعتمد على الضوء بدلًا من الإلكترونات لتشغيل الخوارزميات، مؤكداً أنها ستضاعف سرعة معالجة البيانات، تخفض استهلاك الطاقة، وتفتح آفاقًا جديدة للروبوتات والسيارات ذاتية القيادة والاتصالات فائقة السرعة.
مؤتمر يربط البحث بالصناعة
أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن المؤتمر أصبح منصة علمية دولية تجمع العلماء والمهندسين والأطباء والباحثين والصناعيين لتبادل المعرفة وابتكار حلول علمية عملية، مشددًا على أن المشاركات الدولية الواسعة تعكس الثقة العالمية في المعهد القومي لعلوم الليزر ودوره الريادي في البحث والتطوير.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن المؤتمر يمثل حلقة وصل بين البحث العلمي والقطاع الصناعي، ويوفر فرصًا لتطبيق أحدث التقنيات في مجالات متعددة، من الصناعة إلى الطب والزراعة والبيئة، بما يعزز التنمية المستدامة واحتياجات المجتمع.
برنامج علمي متكامل
أشارت الدكتورة جاله العزب، عميد المعهد القومي لعلوم الليزر ورئيس المؤتمر، إلى أن فعاليات النسخة الحادية عشرة تشمل 52 محاضرة رئيسية، و9 جلسات علمية، و7 ورش عمل متخصصة، تغطي محاور متقدمة تشمل النانو تكنولوجي، هندسة الليزر، الطب النانوي، العلاج الضوئي الديناميكي، الذكاء الاصطناعي الضوئي، وتطبيقات الليزر في طب الأسنان والزراعة والبيئة ومكافحة التزوير. وأضافت أن المشاركات الدولية تشمل متحدثين بارزين من الولايات المتحدة، إنجلترا، ألمانيا، روسيا، الصين، بالإضافة إلى باحثين من الجامعات المصرية الكبرى والمراكز البحثية الوطنية.
ثورة علمية قادمة
أعلن المعهد، ضمن فعاليات المؤتمر، تقديم محاضرة علمية حول تطبيقات العلاج الضوئي الديناميكي لمكافحة الملاريا والأمراض المتوطنة في أفريقيا، والكشف المبكر وعلاج الأورام باستخدام الليزر، كنموذج عملي لتوظيف البحث العلمي في خدمة المجتمع والابتكار العلمي العالمي.
ختامًا، يعزز انعقاد المؤتمر الدولي الحادي عشر لتطبيقات الليزر مكانة مصر على خارطة البحث العلمي العالمي، ويؤكد دور جامعة القاهرة والمعهد القومي لعلوم الليزر كقيادة استراتيجية للتطور العلمي، الابتكار، والشراكات الدولية في مجال التكنولوجيا الضوئية المتقدمة.












