شهدت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي و “لي جاي ميونغ” زعيم دولة كوريا توافقًا واسعًا حول توسيع التعاون التعليمي بين البلدين، باعتباره أحد أهم مسارات الشراكة الشاملة خلال السنوات المقبلة. وجاء ذلك خلال الزيارة الأولى للرئيس الكوري إلى القاهرة، والتي تزامنت مع مرور ثلاثين عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا.
وأكد الرئيس السيسي خلال جلسة المباحثات الموسعة أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا استثنائيًا بتطوير التعليم عالي الجودة، مشيرًا إلى أن التجربة الكورية تُعد نموذجًا عالميًا ناجحًا يمكن الاستفادة منه في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتدريب المتقدم. وفي هذا الإطار، أعلن الرئيسان اتفاقهما على اتخاذ خطوات تنفيذية نحو إنشاء جامعة كورية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا داخل مصر، بما يسهم في نقل الخبرات التعليمية الكورية وتوفير برامج دراسية متقدمة تتماشى مع متطلبات سوق العمل الصناعي والتكنولوجي.
كما تناولت المباحثات – وفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية – دراسة إقامة مدارس كورية في مصر لنقل التجربة التعليمية التي تجمع بين الانضباط الأكاديمي والتطبيق العملي، وتعزيز التواصل الثقافي والمعرفي بين الجيلين المصري والكوري.
وشهد اللقاء أيضًا توقيع مذكرتي تفاهم رسميتين في مجالي الثقافة والتعليم، وهو ما اعتبره الجانبان خطوة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المؤسسي المستدام، وتفتح الباب أمام برامج تبادل طلابي، وتطوير المناهج، ودعم التدريب الفني والتكنولوجي.
وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على توفير التسهيلات كافة للقطاع التعليمي الكوري للدخول إلى السوق المصري، سواء من خلال الجامعات أو المدارس أو البرامج المتخصصة، معربًا عن تطلع القاهرة لتعميق الشراكة الأكاديمية، وبناء كوادر بشرية قادرة على مواكبة التطور الصناعي والرقمي الذي تشهده مصر وكوريا على حد سواء.

ويمثل هذا التوجّه امتدادًا لرؤية مصر نحو تعزيز التعليم التقني والبحث العلمي، والاستفادة من الخبرة الكورية التي تعد من أبرز التجارب العالمية في دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية، وإعداد خريجين مؤهلين لدعم الاقتصاد الحديث.













