أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تخفيف التقييمات في الصفوف الدراسية الأولى لم يعد مجرد خيار تربوي، بل أصبح ضرورة إنسانية ونفسية لحماية الأطفال، خاصة الذين يواجهون صعوبات واضحة في القراءة والكتابة — من آثار ضاغطة تهدد مسارهم الدراسي منذ سنواتهم الأولى. وأوضح شوقي أن عددًا كبيرًا من تلاميذ المراحل الأولى يعانون من مشكلات في اكتساب مهارات القراءة والكتابة، وهي المهارات الأساسية التي تُبنى عليها دراسة جميع المواد في الصفوف التالية، مما يجعل الضغط بالتقييمات المستمرة عبئًا يفوق قدراتهم.
وأضاف الخبير التربوي أن تطبيق التقييمات اليومية والأسبوعية والشهرية على هذه الفئة، إلى جانب المناهج المطوّرة، يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية التي تظهر مبكرًا، أبرزها غياب الوقت الكافي لتشخيص تلك الصعوبات وعلاجها، وتفاقم المشكلات اللغوية لدى الأطفال، مما يجعل علاجها لاحقًا أكثر تعقيدًا. كما يؤدي ذلك إلى انخفاض التحصيل الدراسي في مختلف المواد التي تعتمد على مهارات القراءة والكتابة، بالإضافة إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه نتيجة عجزه عن مجاراة زملائه في أداء التقييمات والحصول على درجات مماثلة لهم.
وأشار شوقي إلى أن استمرار الضغط بالتقييمات يولّد اتجاهات سلبية لدى الطفل تجاه المدرسة، تصل في كثير من الحالات إلى رفض الذهاب إليها، فضلًا عن احتمالية تعرضه للتنمر من زملائه بسبب تراجع مستواه الذي تكشفه نتائج التقييمات المتكررة. كما أن الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم عامة لا يظهر أي تحسن من تقييم لآخر، لأن المشكلة ليست في المادة الدراسية نفسها بل في نقص المهارات الأساسية.

وحذّر الخبير التربوي من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الأطفال المحالين إلى برامج علاج مشكلات القراءة والكتابة بالوزارة، رغم أن كثيرًا من هذه الحالات كان يمكن علاجها بسهولة داخل الفصل لولا ضغوط التقييم المستمر.
وأكد الدكتور تامر شوقي أن الحل يكمن في تخفيف التقييمات — دون إلغائها — داخل الصفوف الأولى لإتاحة مساحة زمنية كافية للمعلمين والأخصائيين لتشخيص الصعوبات بدقة وعلاجها مبكرًا، بعيدًا عن الضغط النفسي والأكاديمي الذي قد يدمر مسيرة الطفل في سن شديدة الحساسية.












