تفاعلاً مع خطاب الرئيس الأمريكي ترامب للرئيس الإسرائيلي ” هيرتزوغ ” لطلب العفو عن رئيس الحكومة الإئتلافية ” نتنياهو ” ، أفاد تقرير لإذاعة ” كان ” بأن مكتب رئيس الوزراء طلب من أعضاء الليكود والوزراء إصدار تصريحات علنية تطالب هيرتزوغ بمنح عفو لنتنياهو فى محاكمته الجنائية ، وقد تجاوب عدد منهم مع التوجيه الصادر من مكتب رئيس الوزراء ، ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم ” عن مصادر مُقربة من هيرتزوغ أنه لا تجرى حالياً أى مناقشات بشأن تجاوز الشروط الطبيعية لمنح العفو ، والتى تتطلب تقديم طلب رسمي والإقرار بالذنب وأنه على الرئيس النظر فى الطلب فقط بعد استكمال جميع الإجراءات القانونية وإدانة الشخص .
واتّصالاً بما يتردد حول وجود أزمة داخل صفوف الجيش، ذكرت صحيفة “معاريف” أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة حادة نتيجة طلب آلاف من أفراد الخدمة الدائمة تقديم موعدِ تسريحهم بسبب الإرهاق الشديد الناتج عن حرب غزة، وتدهور ظروف الخدمة ، وذكرت القناة الثانية عشر أن آلاف الجنود الدائمين – بمن فيهم ظباط برتب من نقيب حتى مقدم – طلبوا التسريح المُبكر ووفقاً لتقرير القناة تمتد تلك الظاهرة عبر فروع الجيش وتمس رُتب أساسية تُعد العمود الفقري لقيادة الجيش المستقبلية ، وبالتوازي مع ذلك الحراك الجارى داخل الجيش ذكرت القناة الثانية عشر أن رئيس جهاز الموساد ” دافيد برنياع ” طلب إنهاء مهامه فى يونيو ” حزيران ” المقبل بعد خمس سنوات فى المنصب وعدم تمديد ولايته .
وتأتى تلك التقارير التى تتناول الأزمات الداخلية التى يمر بها جيش الاحتلال فى الوقت الذى يستعرض فيه الإعلام المحلي الأخبار المتداولة عن خطة بديلة مُحتملة بشأن غزة، فقد أوضحت صحيفة ” إسرائيل هيوم” أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على خطة بديلة لقطاع غزة تحسُّبًا لفشل خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. كما نقلت “القناة 12” الإسرائيلية عن مصدر مُطلع أن الضغط الذي كان يمارسه الوسطاء على “حماس” قد تراجع عقب إعادة جثة الملازم أول / هدار غولدن، واعتبر المصدر أن على إسرائيل النظر إلى هذا التطور باعتباره خرقًا للاتفاق، فى حين تشير تقديرات لصحيفة يديعوت أحرونوت أن واشنطن تتوقع أن إعادة جثمان “هدار غولدن ” قد يمنح نتنياهو مجال أوسع للمناورة السياسية والجماهيرية للموافقة علي المبادرة الأمريكية؛
وفى الوقت الذى استعرض تقرير صحفي لإسرائيل هيوم تقديم الولايات المتحدة مساعدة للميلشيات الموجودة فى غزة لفرض النظام فى القطاع ، ذكرت “القناة 13” الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس حاليًّا مقترح يقضي بإجلاء عدد من مسلحي “حماس” العالقين في مدينة رفح إلى تركيا، أخذاً فى الاعتبار أن التقرير المنشور فى ” هيوم ” نوه بأن القوة الموجودة فى مركز التنسيق الأمني – العسكري فى “كريت جات ” حافظت على تواصل مستمر مع قادة عدد من الميليشيات والعشائر فى قطاع غزة بهدف إرساء النظام فى المناطق الإنسانية الجديدة والمساعدة فى توزيع الغذاء والإمدادات الأخري علي النازحين جنوب وشمال قطاع غزة .
ويلاحظ هنا أن مستوى التنسيق بين واشنطن وتل أبيب لم يمنع حكومة نتنياهو من منع دخول أطباء أمريكيين إلى الضفة الغربية ، وذكرت صحيفة “هآرتس” أن إسرائيل منعت فريقًا من الأطباء الأمريكيين من دخول الضفة الغربية لتقديم العلاج للمرضى الفلسطينيين، فى الوقت الذى يقوم فيه الجيش الاسرائيلي بمناورة واسعة النطاق فى الضفة بمشاركة فرقة ” يهودا والسامرة ” والفرقة 96 ( فرقة جلعاد ) المُنشأة حديثاً والمكلفة بالعمل على الحدود الأردنية .
على جانب أخر ، ركزت وسائل الإعلام فى تل أبيب على تهرب نتنياهو من الرد على أسئلة المعارضة فى الكنيست حول تشكيل لجنة تحقيق رسمية فى إخفاقات حكومته خلال السابع من أكتوبر 2023 , واكتفى رئيس الحكومة بتكرار تصريحات إعتاد الإدلاء بها عن إنجازات حكومته و” عدائية الأمم المتحدة لإسرائيل ” معتبراً أن المعركة فى غزة لم تنته بعد ، وأفادت تقارير إعلامية بأن وثيقة أمنية سرية كشفت رفض “نتنياهو” قبل ثلاثة أشهر من هجوم 7 أكتوبر توصية من رئيس جهاز الشاباك بتوجيه ضربة استباقية ضد “حماس”. كما انتقد بعض الحاضرين لجلسة الكنيست التطرق المحدود من جانب نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق أن اللجنة يجب أن تُقام ” بإجماع وموافقة من الجميع ” وهو ما إعتبره مراقبون تلميحاً إلى أنها ” لن تُقام إطلاقاً “.
هذا، وقد شن رئيس حزب ” إسرائيل بيتنا ” أفيجدور ليبرمان هجوماً حاداً على نتنياهو وإتهمه بالتهرب من المسئولية ووجه حديثه إلى رئيس الحكومة ” أسمع كثيراً من محيطك عن الدولة العميقة ، فهل هذه دولة عميقة أم تزوير عميق !؟” ، وذلك فى إشارة ساخرة إلى التبريرات التى يقدمها مناصرو نتنياهو بشأن الإخفاقات السياسية والأمنية .









