قالت المحامية نهاد أبو القمصان إن واقعة الاعتداء التي تعرضت لها الطفلة كارما، طالبة بالصف السادس الابتدائي بمدرسة «كابيتال الدولية» بالتجمع، من قبل ثلاث طالبات بالمرحلة الثانوية، تُعد نموذجًا خطيرًا للعنف الممنهج داخل المؤسسات التعليمية، مؤكدة أن الواقعة لم تكن خلافًا عابرًا أو مشادة فردية، وإنما سلوك اعتداء جماعي منظم له دلالات نفسية واجتماعية تستدعي التدخل.
وأوضحت أبو القمصان أن الاعتداءعلى كارما ــ وفق ما تم عرضه على المحكمة ــ جرى داخل حرم المدرسة، في مكان يُفترض أنه آمن، وبشكل استهدف إهانة الضحية وإذلالها أمام زميلاتها، وهو ما يتجاوز فكرة التنمر التقليدي ليدخل في نطاق «العدوان الجماعي»، وهو نمط سلوكي معروف يخلق لدى المعتديات إحساسًا زائفًا بالقوة ويقلل من الإحساس بالمسؤولية والذنب.
وأضافت أن السلوك الذي ظهر بعد الواقعة لا يقل خطورة عنها، مشيرة إلى أن المتهمات لم يبدين أي قدر من الندم أو الاعتذار أو التعاطف، وهو ما يُعد مؤشرًا يجب التعامل معه تربويًا ونفسيًا قبل أن يتحول إلى سلوك إجرامي لاحقًا.
قضية كارما والعنف داخل المدارس
وأكدت أبو القمصان أن تأثير الواقعة لم يقتصر على الطفلة المجني عليها فقط، وإنما امتد ليخلق حالة من الخوف والقلق بين الطالبات داخل المدرسة، مشددة على أن الحفاظ على البيئة التعليمية الآمنة مسؤولية تربوية واجتماعية قبل أن تكون قانونية.
وختمت تصريحاتها مؤكدة أن مطلب أسرة الطفلة ومحاميها ليس الانتقام، وإنما تحقيق العدالة بما يضمن حماية الأطفال داخل المدارس، وردع أي سلوك عنيف قد يهدد سلامتهم الجسدية أو النفسية، قائلة:
«دي مش قضية كارما بس.. دي قضية مجتمع بيقول لأ للعنف في المدارس».















