أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن مقترحات تدريس اللغة الهيروغليفية لطلاب المدارس الأساسية تعد أمرًا غير مناسب في المرحلة الحالية، موضحًا أن تدريس هذه اللغة القديمة داخل التعليم قبل الجامعي يواجه صعوبات كبيرة من الناحية العملية والتربوية.
وأوضح الدكتور تامر شوقي أن الهدف من تنمية الهوية والانتماء لدى الطلاب يمكن تحقيقه بالفعل من خلال المناهج القائمة في اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ، دون الحاجة إلى إضافة مادة دراسية جديدة. وأضاف أن اليوم الدراسي لا يسمح بإدراج مقررات إضافية، نظرًا لكثافة المواد الدراسية ومحدودية الوقت المتاح.
وأشار إلى إمكانية الاكتفاء بتقديم معلومات عامة عن الكتابة الهيروغليفية وبعض الرموز الأساسية في دروس التاريخ أو اللغة العربية، بدلًا من تدريس اللغة بشكل كامل. كما أوضح أن الهيروغليفية ليست لغة للتواصل أو الاستخدام اليومي، وبالتالي لا تمثل أولوية في مسار الطالب الأكاديمي أو المهني.
ولفت أستاذ علم النفس التربوي إلى أن تدريس الهيروغليفية يتطلب إعداد كتب دراسية جديدة وتوفير معلمين متخصصين، في وقت تعاني فيه المدارس بالفعل من عجز في أعداد المعلمين، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية والتنظيمية على الدولة والأسر، خاصة إذا لجأ الطلاب للدروس الخصوصية في هذه المادة.
وأكد “شوقي” أن دراسة اللغة الهيروغليفية يجب أن تظل موجهة لطلاب التخصصات المرتبطة بالمجال، مثل كليات الآثار والتاريخ والإرشاد السياحي، أو تُطرح كدورات اختيارية للراغبين خارج إطار التعليم النظامي، مشددًا على أهمية أن تتجه خطط التعليم الحالية نحو دعم مهارات المستقبل، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والبرمجة.













