أنا أسكن بجوار المتحف المصري الكبير، كنت أراه كل يوم وهو يكبر أمام عيني،منذ كان فكرة حتي اصبح صرحا حضاريا يستعد للحظة ولادة جديدة للعالم كله.. رأيت كيف أصبحت المنطقة حوله نموذج سياحي مبهر ومختلف .. لكن المفارقة أن اللحظة التي شعرت فيها بقيمته الحقيقية كانت في برلين. في شهر يوليو الماضي وانا احضر اول رحلة ترويجية للمتحف المصري الكبير والتي نظمتها الجامعة الألمانية بالقاهرة
هناك رأيت مشهدًا لن أنساه: طوابير من الألمان وقفوا أمام القاعة فقط ليشاهدوا مجسم المتحف وبعض النماذج المعروضة. يقفون بفضول ودهشة. مجرد مجسمات جعلتهم ينتظرون. مارأيته وماسمعته هناك في ألمانيا كان يؤكد أن المتحف هو حدث إنساني سيغيّر طريقة رؤية العالم لمصر وحضارتها.
تحدث هناك الدكتور أحمد غنيم مدير المتحف، والسفير المصري في برلين د. محمد البدري والدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة ،
تحدثوا عن المستقبل، عن البحث العلمي، عن صناعة محتوى ثقافي جديد ينطلق من مصر نحو العالم. وعدت الي مصر، تابعت السفارة الألمانية بالقاهرة التي تتعامل مع المتحف كمركز لصناعة المعرفة. ثم جاء حفل الافتتاح في القاهرة ليؤكد كل ما رأيته في برلين. العالم كله كان يتابع. من حضور الرؤساء والزعماء والملوك ، إلى القنوات الدولية، إلى مراكز الدراسات، إلى صناع الثقافة. لحظة الافتتاح تحولت إلى تريند كوني… وكأن الكرة الأرضية كلها توقفت في تلك الليلة لتشهد ميلاد عصر جديد يبدأ من ميدان الرماية.
والآن وانا أمرّ بجواره أشعر أنني أعيش بجوار مركز إشعاع حضاري للعالم كله. المتحف المصري الكبير مشروع إنسان. مشروع ذاكرة. مشروع مستقبل. مشروع يعيد للإنسان حقه في أن يندهش من حضارة قادرة أن تبقى حية رغم الزمن.









