قبل أن يمضي شهر أكتوبر بذكرياته واحتفالاته الوطنية توقفت أمام احتفالات بانتصارات أخرى فى نفس الشهر لطلاب الجامعات المصرية كلها ..فكما يحتفل الوطن بانتصاراته تحتفل الجامعات بتخريج دفعات من ابنائها الذين انتصروا فى معاركهم الشخصية لينطلقوا الى المستقبل ومعترك الحياة مسلحين بما حصلوه من علوم وتقنيات وسواء كانت الجامعة حكومية أو خاصة ، دولية أو أهلية.. لاصوت يعلو فوق صوت الفرحة بالحلم والفخر بالأبناء
لكن على مدار خمسة ليالى فى حرم الجامعة الألمانية بالقاهرة وحرم الالمانية الدولية بالعاصمة الادارية. كان هناك إبهار.. ليالى مختلفة من الأنوار والفرح ، تصدح بالموسيقى والضحكات، وكأنها لوحة من “ألف ليلة وليلة” أعادت الحلم إلى أرض الواقع
تألقت الجامعتان في تنظيمها وديكورها وموسيقاها،فى شياكة ورقة ملفتة .. لكن البريق الحقيقي كان في وجوه الأبناء والأهل. في كل زاوية حكاية نجاح، وفي كل ضحكة ذكرى تعبٍ طويل انتهى بأجمل تتويج .
مع بداية الحفل، كانت القلوب تسبق الخطوات.. الأمهات تلمع عيونهن بدموع لا تخفى، والآباء يقفون في صمتٍ مهيب يملؤه الفخر ، وعلى المنصة يسير الخريجون بخطوات ثابتة، ترتجف قليلًا من رهبة اللحظة، لكنها مليئة بثقة واعتزاز بقيمة ما تعلموه
الاحتفال كان على جزئين الأول اكاديمى رصين بطابور العرض واستلام الشهادات والتقاط الصور التذكارية الأشهر مع مؤسس الجامعتين الالمانيتين
د اشرف منصور وهى الصورة التى توجد فى حياة الآلاف على مدار عشرين عاماً ..أما الجزء الثانى فكأن الجامعة أرادت أن تكافىء ابنائها بعد سنوات من الجدية والالتزام والتعب بفرحة على طريقتهم الشبابية بالالعاب النارية والأغاني الحماسية التى تهز القلوب فرحاً
وصحيح تتكرر لقطة تسليم الشهادات كل عام، لكنها في كل مرة تحمل طاقة جديدة من الحنان والفخر، وكأنها المرة الأولى. ..فلمعة الفرح لاتخفى من عينيه ، وفي صوته نبرة فخر بثمرة سنوات من الجهد تتحول إلى لحظة ولادة حلم جديد.
ولم تكن مجرد حفلات تخرج، بل كانت ليالي إنسانية بامتياز، تختصر مشوار عمر بين أول يوم في الجامعة وآخر خطوة على المسرح ..فمن أجمل المشاهد الأبوية التى رأيتها عندما جاء دور تكريم دفعة الصيدلة وكانت الأولى على الدفعة هى مريم حسن بنت اسوان كانت أولى ثانوية عامة محافظة أسوان وفجأة خرج د اشرف منصور عن بروتكول الحفل وطلب أسرة الطالبة ان تصعد على المنصة لتحتفل بابنتها ويشاركوها الصورة وفاءاً لوعده مع والدها عندما جاء بها من أسوان ليلحقها بالجامعة منذ خمس سنوات وقال لدكتور أشرف” يعنى هنتصور معاك فى حفل تخرجها” فكانت لقطة إنسانية لأب حلم فحققته الأبنة بتفوقها وأكمله د.منصور بصورة وتكريم.
كانت ليلة من ليالي الوفاء والتقدير والإنسانية، تُروى كل عام في الجامعة الألمانية، حيث يقف الأب المؤسس بين أبنائه، يودعهم على طريق الحياة، كما يودّع الأب أبناءه وهم يبدؤون أولى خطواتهم نحو المستقبل.وكانت وصيته الاثيرة لهم
(احلموا احلموا بلاحدود حلمكم هايكبر..عندما كان عمرى ٣٢ عاما بدأت فى تأسيس الجامعة الالمانية).. وهنا تمتمت الأمهات يارب ولمعت اعين الخريجين ..ليه لأ
حقيقة أمضيت ليلة جميلة..رأيت فيها مزيج من الفرح والامتنان.. امتنان للأساتذة الذين آمنوا بطلابهم، والجامعة التي فتحت أمامهم البراح ، وللأهل الذين لم يتخلّوا عن الدعاء والدعم في كل لحظة.. وكانت دموع الفرح واحضان الآباء والأمهات لأبنائهم بعد النزول من على منصة التكريم هى افضل ختام حول المشهد الى لوحة إنسانية دافئة سالت معها دموعى .لكن سرعان ما تحولت لضحك هستيرى بعدما خرجنا من الجامعة ووجدنا حفلاً أخر نظمه الخريجين لأنفسهم بالطبل البلدي والشماريخ والألعاب النارية التى أضاءت سماء منطقة التجمع الخامس ليعلنوا للجميع ولادة حلم جديد .