في إنجاز علمي جديد يرفع اسم مصر والعالم العربي على الساحة الدولية، فازت شيماء فرج، طالبة الدكتوراه في مجال التكنولوجيا الحيوية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بجائزة “المواهب الشابة من إفريقيا” ضمن جوائز إيني العالمية لعام 2025، عن بحثها الرائد في معالجة مياه الصرف بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة.
وتُعد شيماء فرج الوحيدة من مصر والعالم العربي التي حصدت هذا العام أحد أرفع الجوائز الدولية في مجالات الطاقة والبيئة والاستدامة، حيث تسلمت التكريم خلال احتفال رسمي أقيم في قصر الكويرينالي بالعاصمة الإيطالية روما بحضور رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، ورئيس مجلس إدارة شركة إيني جوزيبي زافارانا، والرئيس التنفيذي للشركة كلاوديو ديسكالزي.
يحمل بحث شيماء عنوان “المعالجة الإنزيمية المصممة لمياه الصرف باستخدام إنزيمات مقاومة للظروف القاسية”، ويقدّم نموذجًا مبتكرًا يعتمد على استخدام الإنزيمات الطبيعية المستخلصة من الكائنات الميكروبية في معالجة الملوثات، ما يتيح حلولاً بيئية منخفضة التكلفة وفعّالة لإزالة المعادن الثقيلة وبقايا المضادات الحيوية من مياه الصرف.
واستطاعت شيماء من خلال تحليل الحمض النووي الميكروبي لرواسب المياه، اكتشاف إنزيمات طبيعية مثل اللكّاز وميركوري ريدوكتاز (MerA)، القادرة على تفكيك الملوثات السامة التي تعجز أنظمة المعالجة التقليدية عن إزالتها. وتعمل حاليًا على تطوير هذه الإنزيمات لتصبح حلولاً قابلة لإعادة الاستخدام ومناسبة للظروف البيئية القاسية في الدول النامية.
وقالت شيماء فرج: مياه الصرف ليست فقط مصدرًا للتلوث، بل تحتوي على مفاتيح حل المشكلة نفسها. فباستخدام أدوات التكنولوجيا الحيوية يمكننا تحويل النفايات إلى فرصة لحماية مواردنا المائية وصحة الإنسان والبيئة.
وتُعرف جائزة إيني العالمية باسم “نوبل الطاقة والبيئة” نظرًا لقيمتها العلمية المرموقة، إذ تُمنح سنويًا للبحوث المبتكرة في مجالات الاستدامة والابتكار التكنولوجي. ويعكس فوز شيماء فرج التزام الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدعم الأبحاث التطبيقية التي تقدم حلولاً حقيقية لقضايا المياه والبيئة والتنمية المستدامة.