عُقد في المركز الوطني “روسيا” بالعاصمة موسكو، منتدى حركة “كوادر الهندسة في روسيا” (إيكار) ضمن إطار أيام مقاطعة تشيليابينسك. جمع الحدث ممثلين عن الهيئات الفيدرالية والإقليمية، ومديري المؤسسات الصناعية، والجامعات، وغيرها من المؤسسات التعليمية.
ناقش الخبراء المشاركون في المنتدى قضية تشكيل منظومة فعّالة للتوجيه المهني والتقني في ظل التصنيع الجديد، معتبرين أن الانتقال إلى الثورة الصناعية الرابعة “الصناعة 4.0” لن يحدث فقط من خلال تحديث التقنيات، بل يتوجب أيضًا إعادة التفكير وإعداد منظومة جديدة لإعداد الكوادر الهندسية.
وأدارت فعاليات المنتدى رئيسة تحرير شبكة TV BRICS، كسينيا كوميساروفا، حيث بحث الخبراء قضايا الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي، وأتمتة العمليات الإنتاجية، والرقمنة الشاملة لجميع قطاعات الاقتصاد.
وفي مستهل اللقاء، أكد حاكم مقاطعة تشيليابينسك ألكسي تيكسلر، خلال كلمته الافتتاحية، أن ضمان السيادة التكنولوجية للبلاد يُعدّ حاليًا مسألة بنيوية بالغة الأهمية.
وقال تيكسلر: “التفاعل الممنهج بين المؤسسات الصناعية، والمراكز العلمية، والمؤسسات والمنظمات التعليمية يفتح آفاقًا جديدة لمجالات صناعية مختلفة”.
وأولى المشاركون في المنتدى اهتمامًا خاصًا لقضية التوجيه المهني والتقني لتلاميذ المدارس، حيث شدد مدير إدارة السياسة الحكومية في مجال التعليم الثانوي والتدريب المهني والتقني بوزارة التعليم والعلوم الروسية، فيكتور نيومِياكين، على أن التوجيه المهني والتقني يجب ألّا يكون فعالية لمرة واحدة، بل جزءًا من العملية التعليمية.
وقال: “ينبغي لتلميذ المدرسة أن يفهم ما هي المهن والتخصصات المطلوبة، وأن يكون ملمًّا بعالم المهن، ومهمة المدرسة هي مساعدته في ذلك”.
وأقيم المنتدى قبيل انطلاق الموسم الثاني عشر للمسابقة التقنية الوطنية للتوجيه المهني “كوادر الهندسة في روسيا”، حيث تمكنت المسابقة خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية من توسيع نطاقها ليس في روسيا فحسب، بل وخارجها أيضًا. وقد شارك في الموسم الماضي أكثر من 1400 فريق من 62 منطقة في روسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى “كوادر الهندسة في روسيا” فلاديسلاف خالاموف، خلال حديثه لشبكة TV BRICS، أن المسابقة أثبتت فعاليتها كأداة لإعداد مختصين هندسيين من الجيل الجديد.
وقال خالاموف: “يبتكر منتدى كوادر الهندسة في روسيا دراسات تقنية مثيرة وشيّقة، حيث يمنح الفتية فرصة لإظهار قدراتهم ضمن مسابقات ذات طابع رياضي. وقد أسفر هذا النهج عن نتائج ملموسة، حيث أصبح أوائل خريجينا مختصين ناجحين في المؤسسات الصناعية. نحن فخورون بهم، ونحافظ على التواصل مع أرباب عملهم، وبالطبع نُعدّ الدفعة التالية من المهنيين والتقنيين”.
ومن جانبه، قال مدير مشروع “التعليم الهندسي” في إحدى المدارس الخاصة بمقاطعة سمارا، سيرغي نيكولايينكو، لشبكة TV BRICS، إن “ميزة حركة المنتدى تكمن في النهج المتكامل الذي يجمع بين الروبوتات القائمة على المشاريع والنشاط التنافسي بالتعاون مع مؤسسات حقيقية. فمنذ سن مبكرة يُنجز الأطفال مشاريع تهدف إلى تحسين العمليات الإنتاجية، كما يزورون المؤسسات، ويتعرفون إلى المعدات والتقنيات، ويكتسبون خبرة عملية، ويرون كيف تُطبَّق المعارف في الحياة الواقعية”.
ويعد موضوع التوجيه المهني والتقني والتدريب على الإمكانيات العلمية والتكنولوجية ذو أهمية ليس في روسيا فقط، بل في دول أخرى من مجموعة بريكس، حيث أصبحت السيادة التكنولوجية والتنمية الصناعية اليوم من العوامل الرئيسية للنمو الاقتصادي، لذا فإن إشراك الشباب في المشاريع الإنتاجية الفعلية يعد أولوية للعديد من الدول.
وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة شينخوا (Xinhua News Agency)، الشريك الإعلامي لشبكة TV BRICS، أن السلطات المعنية قدمت، خلال أبريل الفائت من هذا العام، توصيات بشأن توظيف الخريجين، حيث تشغل الاستشارات المهنية، والتدريب العملي في الإنتاج، ودعم ريادة الأعمال الطلابية المكانة الرئيسية. وتهدف السلطات إلى إنشاء شبكة وطنية للتوجيه المهني والتقني للشباب. ووفقًا للتوقعات، سيصل عدد خريجي الجامعات في الصين بحلول عام 2025 إلى 12.22 مليون شخص، أي بزيادة قدرها 430 ألف شخص مقارنة بالعام السابق.
وفي الهند أيضًا، تُنفذ برامج تهدف إلى تطوير المهارات المهنية والتقنية. على سبيل المثال، ستتيح إحدى شركات التأمين في البلاد للطلاب من 25 مدرسة وكلية الحصول على استشارات مهنية، وتقييم قدراتهم، والحصول على معلومات حديثة عن المهن، والتدريب على المهارات الأساسية المطلوبة للحصول على وظيفة، بما في ذلك اللغة الإنجليزية والتمكين الرقمي.
وبحسب وكالة ANI، الشريك الإعلامي لشبكة TV BRICS، يشمل البرنامج أكثر من 200 شاب في مومباي، وثاني، وبالغار في ولاية ماهاراشترا.
وتم تنظيم منتدى “كوادر الهندسة في روسيا” من قبل وزارة التعليم والعلوم في مقاطعة تشيليابينسك، بدعم من حاكم المقاطعة.
وكانت شبكة «صدى البلد» الإعلامية، قد وقعت نهاية العام الماضي، اتفاقية تعاون وتبادل إعلامي مع شبكة «TV BRICS» الإعلامية الدولية، لتعزيز مكانة وحضور مصر في فضاء الإعلام الدولي خصوصاً في دول بريكس وبريكس+، واطلاع الجمهور في دول بريكس على أحدث الإنجازات في المجالات العلمية الثقافية والاقتصادية في مصر دول بريكس الأخرى.