رفضت الحكومة الفيدرالية الأسترالية رسميًا طلب جامعة سيدني بزيادة أعداد الطلاب الدوليين للعام الدراسي 2026، رغم أن الجامعة تُعد الأكبر من حيث استقبال الطلبة الأجانب في البلاد.
جاء هذا الرفض في إطار سياسة حكومية جديدة تهدف إلى الحد من الاعتماد المالي المفرط على الرسوم الدراسية الدولية، وتعزيز جودة التعليم والقدرة الاستيعابية المحلية. وبحسب وزارة التعليم، فإن القرار جاء ضمن مراجعة شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة العلاقة بين الجامعات وتمويلها من الطلبة الدوليين، خصوصًا بعد ملاحظات تفيد بأن بعض الجامعات باتت تعتمد بشكل مفرط على هذا النوع من الإيرادات.
جامعة سيدني، التي تستقبل أكثر من 40 ألف طالب دولي من بين إجمالي طلابها، كانت تطمح لزيادة نسب التسجيل ضمن برامج الدراسات العليا، بما يعزز تمويلها في ظل تضخم تكاليف التشغيل. وفي بيان لها، أعربت الجامعة عن “خيبة أملها العميقة”، مؤكدة أنها قدمت خطة توسعة مدروسة تأخذ في الحسبان البنية التحتية والتوازن الأكاديمي.
ويأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه قطاع التعليم العالي الأسترالي تحولات كبرى، مع اتجاه الحكومة لتشجيع الجامعات على التركيز أكثر على البحوث والتوطين الأكاديمي، بدلاً من التسويق العالمي المكثف.
ويخشى مراقبون أن يؤثر هذا القرار سلبًا على مكانة الجامعات الأسترالية في التصنيفات العالمية، خصوصًا في ظل التنافس المحتدم من مؤسسات تعليمية في كندا وبريطانيا والولايات المتحدة التي ترحب بزيادة الطلبة الأجانب لدعم ميزانياتها.