تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أطلقت الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني (إتقان) المعايير الوطنية للاعتماد، وذلك خلال احتفالية رسمية شهدت حضور عدد من الوزراء ونوابهم، ورؤساء الجامعات والكليات التكنولوجية، وممثلي الهيئات الوطنية والدولية، وشركاء التنمية.
وأكد الدكتور محمد عمارة، رئيس الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني (إتقان)، أن إطلاق هذه المعايير يمثل نقطة تحول تاريخية في تطوير التعليم الفني والتقني في مصر، مشيرًا إلى أن الهيئة أُنشئت تنفيذًا لتوصيات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة عام 2018.
وأوضح عمارة أن الهيئة وضعت رؤيتها ورسالتها لبناء منظومة وطنية متكاملة لضمان الجودة والاعتماد، وفق معايير شفافة تتوائم مع المواصفات الدولية وتدعم خطط التنمية المستدامة للدولة المصرية.
وأشار إلى أن ما يميز هذه المعايير هو أنها نتاج عمل وطني تشاركي شارك في إعداده ممثلون عن وزارات: التعليم العالي، التربية والتعليم، الصناعة، الصحة، النقل، الدفاع، الإنتاج الحربي، الكهرباء، العمل، الزراعة، التضامن الاجتماعي، والإسكان، إلى جانب الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وصندوق تطوير التعليم، واتحاد الصناعات المصرية، وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، فضلًا عن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).
وأضاف رئيس الهيئة أن فرق العمل استندت في إعداد المعايير إلى مرجعيات عالمية معتمدة، من بينها منظمة الأيزو (ISO)، وأطر الجودة في الاتحاد الأوروبي (EQAVET)، ودراسات مؤسسة التدريب الأوروبية (ETF)، والمركز الأوروبي لتنمية التدريب المهني (CEDEFOP)، مؤكدًا أن نتائج المراجعة والمقارنة أظهرت توافقًا تامًا بين المعايير المصرية والمعايير الدولية.
وأشار عمارة إلى أن هذه المعايير تمثل أدوات عملية لتطبيق الجودة في المؤسسات التعليمية والتدريبية، بما يضمن: تطبيق منظومة تقييم ذاتي واعتماد مؤسسي وبرامجي فعّال. مواءمة البرامج التعليمية مع احتياجات سوق العمل، وبناء البرامج الدراسية وفق المعايير المهنية الصادرة عن مجالس المهارات القطاعية وبمشاركة الأكاديميين والخبراء الفنيين.
وأكد أن نجاح المنظومة الجديدة يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الوزارات والهيئات المعنية لتطبيق هذه المعايير في مؤسساتها، مشددًا على أن ما تم إطلاقه اليوم ليس مجرد وثيقة اعتماد، بل بداية عهد جديد لتوحيد معايير جودة التعليم الفني والتقني في مصر.
واختتم رئيس الهيئة كلمته بالتأكيد على أن هذا الإطار الوطني للجودة يمثل ترجمة عملية لتوجيهات القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري وتعزيز تنافسية مخرجات التعليم الفني والتقني على المستويين المحلي والدولي، موجّهًا الشكر لكافة الشركاء والخبراء الذين ساهموا في إعداد هذا العمل الوطني الرائد