أطلقت الجامعات الأوروبية في مصر (EUE) بالتعاون مع جامعة شرق لندن (UEL) مبادرة “عام الصحة” (Year of Health)، خلال احتفالية مميزة أُقيمت بحرم الجامعات الأوروبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور وفد أكاديمي رفيع من جامعة شرق لندن وعدد من الشخصيات البارزة في مجالي التعليم العالي والصحة بمصر.
تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي الصحي الشامل، ودعم الابتكار في مجالات الرعاية الصحية، وتوسيع فرص التدريب العملي والتطبيقي في البرامج الأكاديمية ذات الصلة، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية في تطوير التعليم المرتبط باحتياجات المجتمع وسوق العمل.
شارك في الفعالية كلٌّ من الدكتور روبرت ووترسون (Dr. Robert Waterson)، العميد التنفيذي لكلية الصحة والرياضة والعلوم الحيوية بجامعة شرق لندن، والدكتور علي رضا (Dr. Alireza)، مدير قسم المسار الوظيفي وريادة الأعمال بالكلية ذاتها، والدكتورة هويدا بركات (Dr. Howaida Barakat)، المدير الأول للشراكات الأكاديمية بجامعة شرق لندن، إلى جانب الدكتور علاء الدين بلبع، رئيس لجنة قطاع كليات العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات والعميد الأسبق لكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، الذي أشاد بالدور الريادي للجامعات الأوروبية في مصر في دعم التعليم التطبيقي وربط الدراسة بمتطلبات المجتمع.
وفي كلمته الافتتاحية، أعلن الدكتور محمود هاشم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر، تخصيص عام 2025 ليكون “عام الصحة” في الجامعات الأوروبية وجامعة شرق لندن، موضحًا أن الهدف هو إعادة تعريف مفهوم الصحة ليشمل الجوانب العقلية والاجتماعية والروحية، إلى جانب التركيز على البحث العلمي، والابتكار في التعليم الصحي، والاستثمار في الرعاية المجتمعية واستخدام التكنولوجيا لبناء مستقبل أكثر صحة وعدالة.
من جانبه، دعا الدكتور علاء الدين بلبع الطلاب إلى الاجتهاد في التدريب العملي وعدم الانشغال بالمكاسب المادية في بداية مشوارهم المهني، مؤكدًا أن “العلاج الطبيعي مهنة إنسانية قبل أن تكون علمًا تطبيقيًا”. وأضاف: “عليكم أن تفخروا بهويتكم ومصريّتكم، فالفراعنة هم أول من أسسوا مدرسة العلاج الطبيعي في التاريخ، وأنا فخور بانتمائي إلى جامعة القاهرة، أعرق قلاع هذا التخصص في مصر”.
كما قدّم عرضًا علميًا تناول فيه تشريح الجهاز العضلي وأساليب تشخيص الإصابات العضلية والهيكلية.
وعلى هامش الفعالية، عُقد مؤتمر صحفي استعرض خلاله مسؤولو جامعة شرق لندن تفاصيل التعاون الأكاديمي بين الجانبين.
وأكد الدكتور روبرت ووترسون أن طلاب فرع الجامعة في العاصمة الإدارية يدرسون نفس المناهج المطبقة في المملكة المتحدة ويحصلون على نفس الشهادة البريطانية المعتمدة دون الحاجة لاجتياز اختبار مزاولة المهنة عند العمل في بريطانيا، مشيرًا إلى أن الفرع المصري مجهز بأحدث الأجهزة والمعامل ويضم أعضاء هيئة تدريس على أعلى مستوى من الكفاءة.
وأضاف أن الجامعة ترتبط باتفاقيات تدريب مع مؤسسات طبية معتمدة تتيح للطلاب التعرف على أحدث التقنيات في مجالات العلاج الطبيعي والرعاية الصحية.
كما أوضح ووترسون أن الجامعة توفر فرص التبادل الطلابي الدولي بين فرعها في مصر والمقر الرئيسي في إنجلترا، ضمن مبادرة “المجتمع العالمي” (Global Community)، التي تتيح للطلاب خوض تجارب تدريبية في الخارج لتنمية مهاراتهم المهنية.
في السياق ذاته، أكد الدكتور علي رضا أن برامج الكلية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي، مشيرًا إلى أن الجامعة تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص لضمان جاهزية خريجيها للتوظيف فور التخرج، وأن الشهادة الممنوحة من فرع مصر معادلة تمامًا للشهادة البريطانية ولا تتطلب أي اختبارات إضافية.
وأضاف أن الجامعة تخطط للتوسع في عدد من البرامج الجديدة بعد نجاح تجربة التعاون في مصر، لافتًا إلى أن وجود طلاب من مختلف دول العالم يدرسون في فرع الجامعة بالعاصمة الإدارية يعكس الثقة الدولية في جودة التعليم المقدم.
تضمّن اليوم أيضًا عددًا من الأنشطة الطلابية، أبرزها مسابقة الملصقات البحثية لطلاب العلاج الطبيعي بمشاركة 20 مشروعًا طلابيًا، هدفت إلى تشجيع التفكير الإبداعي وتحفيز الطلاب على طرح حلول مبتكرة في مجالات الصحة والرفاهية.
وفي ختام الاحتفالية، أعربت إدارة الجامعات الأوروبية في مصر عن فخرها بالشراكة الممتدة مع جامعة شرق لندن، مؤكدين أن التعاون بين الجانبين يمثل نموذجًا متكاملًا يربط بين التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وأن مبادرة “عام الصحة” ستسهم في إعداد كوادر قادرة على المنافسة عالميًا والمساهمة في تطوير منظومة الرعاية الصحية المصرية.