شهدت مصر خلال الأسبوع الأول من أكتوبر 2025 احتفالات موسعة استمرت على مدار خمسة أيام متتالية بمناسبة تخريج دفعة 2025 من الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC) والجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية (GIU)، بمشاركة 83 شخصية ألمانية بارزة من رؤساء جامعات ومسؤولين، وأكثر من 40 ألف ضيف من أولياء الأمور والخريجين والقيادات المصرية والألمانية.
وجسدت الاحتفالات عمق الشراكة المصرية–الألمانية في التعليم العالي، التي تُعد الجامعتان أحد أبرز نماذجها الناجحة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
نموذج مصري ألماني للسلام
قال الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعتين، إن احتفالات هذا العام تمثل “عيدًا للجامعة وللخريجين وأسرهم”، مؤكدًا أن الجامعتين أصبحتا “نموذجًا عالميًا للتعليم العابر للحدود بين مصر وألمانيا”.
وأوضح أن “الجامعتين منحتا نحو 60% من إجمالي الشهادات الألمانية العابرة للحدود في العالم”، مؤكدًا أن هذا النموذج المصري–الألماني “يمثل جسرًا للسلام والتفاهم بين الشعوب”.
وأضاف أن “كل دفعة جديدة من خريجي الجامعتين هي رسالة حب وتعاون بين الأكاديميين المصريين والألمان”، مؤكدًا أن “العلم هو الطريق الأمثل للسلام”.
واختتم كلمته قائلاً: «أنحني احترامًا لهذا النجاح العظيم.. وأبواب الجامعة ستظل دائمًا مفتوحة لأبنائها».
من حلم شاب إلى جامعة عالمية
وفي كلمته أمام الحضور من الطلاب وأولياء الأمور والضيوف المصريين والألمان، استعاد الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، بدايات فكرة تأسيس الجامعة، قائلاً:
“بدأت الحكاية عام 1994 حين كنت أدرس في جامعة أولم الألمانية، وكنت في الثانية والثلاثين من عمري. وقتها راودني حلم أن أرى على أرض مصر جامعة تقدم تعليماً أوروبياً بمعايير عالمية، وتفتح أمام شبابنا آفاقًا للابتكار والمنافسة الدولية. لم يكن الأمر سهلًا، لكنه بدأ بفكرة، ثم بإصرار، ثم بفريق يؤمن بالحلم.”
ووجّه الدكتور منصور رسالة إلى الخريجين قال فيها:
“النجاح لا يقاس بالدرجات أو المناصب، بل بما تتركه من أثر. اعملوا بإخلاص، وابتكروا ولا تخافوا من الفشل، فكل إنجاز يبدأ بمحاولة. لا تنتظروا الظروف المثالية، فأنتم من تصنعونها. تعلموا كيف تكونون نافعين لغيركم، وكيف ترفعون اسم وطنكم أينما ذهبتم.”
تجسيد رؤية مصر لبناء الإنسان
من جانبه، أكد المهندس سليم عبدالناظر، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية (GIU)، أن الجامعة “تجسد رؤية الدولة المصرية لبناء الإنسان من خلال التعليم الراقي القائم على المعرفة والابتكار”.
وقال عبدالناظر إن الجامعة “منارة للتعاون الأكاديمي المصري–الألماني، وأحد أهم رموز العاصمة الإدارية الجديدة”، مشيرًا إلى أن GIU “لا تخرّج مجرد طلاب، بل قادة ومبدعين مزودين بالعلم والانفتاح والقدرة على المنافسة عالميًا”.
وأضاف أن “الجامعة الألمانية الدولية تسهم في تحقيق أحد أهداف الجمهورية الجديدة وهو إعداد جيل قادر على قيادة المستقبل بثقة ومسؤولية”.
النجاح الحقيقي لمن يصنع الأثر
أكد الدكتور ياسر حجازي، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، أن “يوم التخرج هو تتويج لجهد مشترك بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور”.
وقال: “قيمة الإنسان تُقاس بما يعرفه، والبقاء الحقيقي هو لمن يترك أثرًا”، مشيرًا إلى توقيع اتفاقية ماجستير جديدة مع جامعة أولم الألمانية في مجالي الهندسة وعلوم الحاسب، إلى جانب افتتاح كلية طب الفم والأسنان بالجامعة هذا العام.
نموذج وطني في التعليم الدولي
أشادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشراكة المصرية–الألمانية، مؤكدة أن “الجامعات الألمانية في مصر تمثل قصة نجاح في تطبيق التعليم العابر للحدود وتخريج كوادر تمتلك الفكر العالمي والهوية الوطنية”.
وأكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، أن “الجامعة الألمانية الدولية تعد من أكثر الجامعات التزامًا بمعايير الاستدامة”، فيما أوضح اللواء أحمد فهمي، المدير العام لشركة العاصمة الإدارية، أن “الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من GIU يعكس الوجه الحضاري للعاصمة الإدارية كمركز دولي للتعليم”.
نموذج يُحتذى في التعاون الأكاديمي
قال أندرياس فيدلر، نائب السفير الألماني بالقاهرة، إن “مصر أصبحت الدولة الأولى عالميًا من حيث عدد الشهادات الألمانية الممنوحة خارج ألمانيا”، مؤكدًا أن “خريجي GUC وGIU يعكسون عمق الثقة بين البلدين”.
كما أشاد الدكتور فولكر رويتر، رئيس جامعة أولم للعلوم التطبيقية، “بالمستوى المتميز لخريجي الجامعتين، الذين يجسدون التكامل بين العلم والإبداع”.
احتفالات مبهجة وأغاني جمعت الثقافتين
تضمنت فعاليات التخرج عروضًا موسيقية وغنائية مبهجة، كان أبرزها أداء جماعي لأغنية «سهر الليالي» التي تفاعل معها الحضور من الجانبين المصري والألماني، لتعبّر عن مزيج من الفرح والانتماء في أجواء إنسانية جمعت الثقافتين.
أسبوع احتفالات الجامعتين الألمانيتين بالقاهرة والعاصمة الإدارية لم يكن مجرد مناسبة تخرج، بل احتفاء بالشراكة المصرية–الألمانية في بناء جيل عالمي من المبدعين يحملون روح السلام والمعرفة.