تهتم الدوائر السياسية والإعلامية الدولية بمستجدات المفاوضات حول تسوية دائمة ومدي تجاوب الأطراف مع الطرح الترامبي ، مع التطلع إلى تسارع مُرتقب فى وتيرة المفاوضات، أبرزت تقارير إعلامية أن وتيرة المحادثات التفاوضية ستشهد تسارعًا مع مشاركة وفد أمريكي رفيع يضم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ( صهر ترامب ) ما قد يمهد الطريق لاختراق فى المسار التفاوضي. كما أكّد الرئيس ترامب أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة فى تحديد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وهو ما عنونته وسائل الإعلام فى تل أبيب بأن ثمة تفاؤل أمريكي بشأن المفاوضات،وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية أنّ مسؤولين أمريكيين قد أبدوا تفاؤلهم بشأن فرص التوصّل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، مؤكدين أن مبعوثَي “ترامب” لن يغادرا القاهرة قبل التوصّل لاتفاق.
فى المقابل ، يوجد قلق إسرائيلي من مطالب إشكالية فقد أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى وجود قلق داخل الأوساط الإسرائيلية من مطالب محتملة قد تطرحها “حماس” خلال المفاوضات، تتعلق بقوائم الأسرى، وخطوط الانسحاب، والجداول الزمنية للإفراج عن الرهائن، وتحسباً من ظهوره أمام الرأي العام الداخلي بأنه خاضع لإملاءات وضغوط ترامبية ، تعهُّد “نتنياهو” بعدم عودة تهديدات من غزة، وذكر فى تصريحات جديدة أنه يواصل العمل من أجل إعادة جميع الرهائن، وإنهاء حكم “حماس” فى غزة، وضمان عدم عودة تهديدات من القطاع مستقبلًا، وتأتى التصريحات البنيامينية فى الوقت الذى تتصاعد فيه الأحاديث عن عُزلة إسرائيل، وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة، مشيرة إلى أن الحرب الجارية فى غزة أثارت انتقادات عالمية قد تهدد مكانة إسرائيل على المدى البعيد.
ولا يفوتنا فى ذلك الزخم الإعلامي بمستجدات البحث عن مخرج فوري لمأزق المجتمع الدولي من السكوت على مآسي إنسانية أن نتطرق إلى أهم ما تناولته مراكز الفكر حول “مرور عامين على الحرب الحاوية على قطاع غزة” ، وذكر تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي (Carnegie) أنه مع دخول الحرب على قطاع غزة عامها الثالث، اعترفت دول عدة بدولة فلسطين قبل وأثناء مؤتمر الأمم المتحدة، وأنه يجب على المجتمع الدولي الآن التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة صياغة خطة ترامب بشكل جذري بما يتوافق مع القانون الدولي . كما أشار تقدير موقف أصدرته تشاتام هاوس (Chatham House) أنه كان من الواضح أن أي خطة “لليوم التالي” فى غزة أو فلسطين ستفشل إذا لم تُقدّم منظورًا واضحًا لتسوية أشمل، وفقًا لحل الدولتين، وبرغم الصعوبات والعقبات التى تواجهها الخطة المطروحة حاليًا، فإنها تُعدّ سبيلًا ممكنًا في الوقت الحالي لإنهاء العنف والمعاناة المروعة فى غزة .
هذا ، وقد أكد تقرير لمعهد الشرق الأوسط (MEI) أنه بعد عامين مريرين من الحرب فى غزة، ثمة فرصة الآن لإنهائها، ولو مؤقتًا، خاصة أن المقترح المقدم يبدو فيه توجه نحو إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية بادعاء، أو ربما حتى تحقيق، نجاح جزئي، ولكنه حاسم لهذه الجولة من العنف . كما جاء تقرير لمجلس العلاقات الخارجية (CFR) حاسماً فى وصف الفترة التى قضاها بنيامين فى منصبه بدولة الاحتلال ، وأن هذا هو العام الـ15 لبنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء، وهي أطول فترة فى تاريخ إسرائيل، ومع ذلك فهو لا يزال بمنصبه، ولقد أثبت مرارًا قدراته السياسية، لكن الإخفاقات التي وقع بها بشأن غزة تشكل تحديًا له فى انتخابات عامة مُقبلة. ونشر معهد ستيمسون (Stimson) تقدير موقف يشير إلى أنه بعد عامين من الحرب، برز توجه نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن التجارب التاريخية تشير إلى احتمال عدم استقرار المفاوضات، مما يستدعي خفض التوقعات بشأن التوصل إلى حل شامل للصراع.