نظمت الجامعة البريطانية في مصر، برئاسة الدكتور محمد لطفي، على هامش فعاليات برنامج محاكاة قمة المناخ COP30 Simulation الذي تُقيمه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، جلستين نقاشيتين شارك فيهما نخبة من الخبراء الدوليين والأكاديميين، في إطار برنامج هذا العام الذي يركّز على العدالة المناخية وتمويل التنمية المستدامة.
جاءت الجلسة الأولى ضمن فعاليات مرصد تحالف الديون وتمويل المناخ (Debt Alliance & Climate Finance Lab)، والذي تم تدشينه هذا العام بهدف تركيز جهود طلاب البرنامج – وهم يمثلون 47 دولة و91 حول العالم بالإضافة إلى 22 جامعة مصرية – على مناقشة التحديات العالمية المتعلقة بالتمويل المناخي وأزمات الديون، وإبراز الترابط الوثيق بين الاستدامة الاقتصادية والعمل المناخي الدولي.
وترأس الجلسة الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، والرئيس المشارك لفريق الخبراء رفيع المستوى المكلَّف من الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم حلول للتعامل مع أزمة الديون، والرئيس الشرفي لبرنامج محاكاة قمة المناخ.
وأدارت الجلسة الدكتورة سارة الخشن، مديرة إدارة التطوير الإستراتيجي ورئيس برنامج محاكاة قمة المناخ بالجامعة البريطانية في مصر، حيث تناولت النقاشات محاور إصلاح هيكل الحوكمة المالية الدولية، وسبل إدماج البنود المناخية في أطر الديون، إلى جانب توسيع نطاق أدوات التمويل المبتكر لتحقيق العدالة المناخية والتنمية المستدامة.
وخلال الجلسة، أشاد الدكتور محمود محيي الدين بجهود المشاركين في محاكاة المفاوضات الدولية، مؤكداً أن المناقشات عكست قدراً كبيراً من البحث والاطلاع من جانبهم، ومثمِّناً قدرة الطلاب على ممارسة ديناميكيات التفاوض. ودعا إلى ربط نموذج المحاكاة فى المستقبل بالمقترحات والمبادرات المطروحة فى مجالات تمويل التنمية وتمويل المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. كما شدّد على أن قضايا السلام والعدالة المناخية والتنمية المستدامة تتكامل من حيث المنطلقات والأهداف.
وفي سياق متصل، ترأّس الدكتور إبراهيم سلامة، عميد كلية القانون ومدير مركز أبحاث وتدريب حقوق الإنسان بالجامعة البريطانية في مصر، جلسة مرصد “الانتقال العادل (Just Transition Lab)”، والتي ناقشت قضايا تغيّر المناخ من منظور الأمن الإنساني، وربطت مفاهيم العدالة والإنصاف بقضايا التجارة، وحوكمة الموارد، والتنوّع البيولوجي، والتوتّرات الجيوسياسية.
وشهدت الجلسة محاكاة تفاعلية تناولت مختلف العوامل المؤثرة في مسار الانتقال العادل، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والنزاعات، والأمن المناخي، مؤكدة أن الانتقال العادل لا يُقصد به التغيير في حد ذاته، بل خلق بيئة أكثر استدامة وعدلاً وصحة للإنسان والمجتمعات. وقدّم الطلاب خلال الجلسة مجموعة من الحلول والتوصيات لعرضها على لجنة المناخ، حيث أشاد الدكتور سلامة بما قدّموه من رؤى مبتكرة وتحليلات واقعية، وتبادل معهم النقاش حول السبل العملية لترجمة هذه الأفكار إلى سياسات قابلة للتطبيق.
ويأتي تنظيم برنامج محاكاة قمة المناخ في إطار التزام الجامعة البريطانية في مصر بتعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وترسيخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية رائدة في تمكين الشباب وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل في قضايا المناخ والتنمية، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة وإنسانية.