حذر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، من التأثيرات النفسية والاجتماعية الخطيرة الناتجة عن لجوء بعض المعلمين، خصوصًا في السناتر غير الخاضعة لوزارة التربية والتعليم، إلى أساليب غير تربوية أو غير مهنية أثناء الشرح أو التعامل مع الطلاب، مؤكدًا أن هذه التصرفات تتجاوز حدود مهنة التدريس وتُفقد العملية التعليمية قيمتها وهيبتها.
وأوضح شوقي أن بعض المعلمين يستخدمون عبارات سوقية، أو حركات وإيماءات غير لائقة، أو يسخرون من فئات في المجتمع مثل الرجال، بزعم تبسيط الدروس أو جذب انتباه الطلاب، بينما في الواقع يرسخون سلوكيات التنمر، ويغرسون قيما سلبية لدى طلابهم، ما يؤدي إلى تشويه فهمهم للمعلومة وتحريف أهداف التعليم.
انتشار فيديو لمعلمة في أحد السناتر
وأشار إلى أن انتشار مقاطع الفيديو لمثل هذه التجاوزات عبر مواقع التواصل يجعل الضرر مضاعفًا، لأن تأثيرها لا يقف عند حدود الطلاب، بل يمتد إلى المجتمع بأكمله، وقد يتسبب في خلق صراعات اجتماعية مثل إثارة الخلافات الأسرية، وتشويه صورة فئات كاملة أمام الرأي العام.
وأكد شوقي أن هذه الممارسات تساهم في تكوين أجيال جديدة من المعلمين والمعلمات تتبنى نفس الأساليب المشوهة، مما يهدد المنظومة التعليمية على المدى الطويل.
ودعا إلى فرض اشتراطات صارمة لمزاولة المهنة، تشمل الحصول على مؤهل تربوي معتمد، وتجديد التراخيص دوريا بعد تقييم السلوك المهني، إلى جانب مراجعة تراخيص السناتر الخاصة وغلق المخالف منها، وتركيب كاميرات مراقبة داخل قاعاتها، وتدريب المعلمين على التعامل التربوي السليم ومراعاة خصائص الطلاب النفسية والعمرية.
..
كما شدد على ضرورة معاقبة أي معلم يتجاوز الحدود الأخلاقية أو المهنية في الشرح، واعتبار من يدرّس دون مؤهل تربوي كمنتحل صفة معلم، مؤكدًا أن خطره لا يقل عن منتحل صفة الطبيب، وداعيًا أولياء الأمور إلى مراقبة ما يُقدَّم لأولادهم في هذه السناتر والإبلاغ عن أي تجاوزات فورية.