حصلت أطروحة دكتوراه أعدها الباحث أنور عبد اللطيف مدير تحرير الأهرام على مرتبة الشرف الأولى بقسم الإعلام كلية آداب المنيا الخميس الماضي.الأطروحة حملت عنوان: التغيُّر فى القيم الخبرية فى إطار تعدد المنصات الرقمية وانعكاساتها على أنماط السلوك الاخبارى للجمهور، وناقشت الدراسة: تأثير تكنولوجيا تقديم الخدمة الإخبارية داخل غرف الأخبار البوابات الرقمية وممارساتها بالتطبيق على غرف الأخبار المصرية لمعرفة مدى التكامل والانسجام أو التناقض بين المنصات الخبرية ومدى رضاء القارئ عن خدمتها الإخبارية فى عصر الوفرة الخبرية الرقمية.
اهتمت الدراسة بالظواهر الجديدة للقيم الخبرية التى فرضت نفسها على معايير انتقاء الأخبار وطريقة كتابتها والعناوين والمقدمات ووسيط تقديمه ووجدت صدى كبيرا لها بين الصحفيين فى البوابات الالكترونية، كما وجدت قبولا لدى فئات جديدة من مستخدمي هذه البوابات.
الدراسة تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد سعد إبراهيم أستاذ الصحافة
كلية الآداب جامعة المنيا ، وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأستاذة الدكتورة أميمة محمد محمد عمران أستاذ الصحافة كلية الآداب جامعة أسيوط. والأستاذة الدكتورة سلوى أحمد أبوالعلا الشريف أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الاتصال ورئيس قسم الإعلام كلية الآداب جامعة المنيا وعميد كلية العلاقات العامة وإدارة الأعمال جامعة المنيا الأهلية. ( مناقشا )
وفى نهاية المناقشات التى جرت الخميس الماضى اقترحت اللجنة منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
وقد اهتمت الأطروحة بدراسة التغيرات التى فرضتها البيئة الصحفية الرقمية على القيم الخبرية للصحفيين داخل غرف الأخبار المدمجة، ومعرفة أنماط السلوك الأخباري للجمهور(رقمي ـ تقليدي ـ تكاملي ـ انفصالي)، وانماط قراءة النصوص الإخبارية (نمط سائد ـ نمط تكاملي ـ نمط تفاوضي، ـوظروف العمل داخل غرف الأخبار الرقمية وكيف يتم إعداد وتأهيل الصحفي، وكيف تري مستهلكي خدماتها الإخبارية، ورؤية صناع الأخبار فى القيم الخبرية الجديرة بالاهتمام و استشراف مستقبل البوابات الخبرية العربية فى ظل دخول السوشيال ميديا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي كمنافس شرس في نشر الأخبار
وكان سؤال الدراسة الرئيسي ؛ ما القواعد والمعايير والقيم التي تحكم العملية الاتصالية من وجهة نظر مقدم الخدمة الاخبارية ومستهلكيها من جمهور البوابات الإخبارية العربية؟
وقدمت الأطروحة إجابة لهذا السؤال من خلال ثلاث دراسات فرعية:
الأولى: دراسة تحليل مضمون البوابات الخبرية فى بوابة الأهرام واليوم السابع
الثانية: دراسة ميدانية على جمهور فى فئات عمرية وثقافية متنوعة فى اهتماماته وأنماط استهلاكه للأخبار
والثالثة: دراسة اثنوغرافية لمعايشة العمل داخل غرف الأخبار موضوع الدراسة.
منهج الدراسة اعتمدت الدراسة ثلاثة مناهج للبحث، الأول المنهج المسحي الذي يجمع بين المضمون الكمي والمقارنة المنهجية ، والتحليل الكمي والنوعي أو ما يسمى بالمنهج الثالث الذي يحقق التكامل بين البحوث الكمية والكيفية، بهدف الكشف عن أهم الأنماط المستخدمة في تقديم الأخبار، والقيم الخبرية التي تتبعها، ومدى أهمية العناصر البصرية والأساليب الجرافيكية الحديثة مثل “الصور والرسوم والانفوجراف والفيديو جراف في تصميم وعرض المحتوى.
وثانيا المنهج الإثنوغرافي؛ الذى اعتمد على معايشة العاملين في غرف الأخبار الرقمية وتوصيف وتحليل عملية صنع القرار التحريري داخلها وطرح تساؤلات البحث على القائم بالاتصال لتحديد مستويات تأثير العوامل الذاتية الداخلية والخارجية على تبني القيم الخبرية وصنع القرار التحريري واختيار الأخبار الصالحة للنشروثالث المناهج هو أسلوب المقارنة المنهجية؛ بهدف المقارنة بين نماذج الوسائط الإخبارية الأربعة للجمهور ( التقليدي، والرقمي، المختلط، الانفصالي) وبين أنماط قراءة النصوص الإخبارية (السائدة، التفاوضية، المعارضة)
استخدمت الدراسة ثلاث أدوات لجمع البيانات
الأولى تحليل المضمون الإخباري لـ 7650 مادة خبرية
الثانية المقابلات المقننة والمعايشة داخل غرف الأخبار
الثالثة استمارة الاستبيان التى وزعت على عينة من 600 مفردة من الجمهور مستهلكى الأخبار فى محافظات القاهرة والدقهلية والمنيا
ومن أهم النتائج والتوصيات التى خرجت بها الاطروحة للاسترشاد بها أو للبناء عليها فى الممارسة المهنية وفى بحوث ودراسات قادمة . النتيجة الأولى تتعلق بالمضمون الإخباري؛ كشفت الدراسة أن الخبر في البوابة الإلكترونية هو الوسيلة، والمحتوى، والتوقيت معا”، ولا يشترط أن يكون مستوفيا لعناصره الخمسة المعروفة لعقود فى صالات تحرير الصحف التقليدية: ماذا ومن وكيف ولماذا وأين وقع الحدث، بل صار شائعا في صالات التحرير الرقمية أن أى معلومة طازجة تصلح خبرا تبثها البوابة للقارئ، على أن تستكمل العناصر بالتحديثات المستمرة،على مدار الساعة ، كما وجدت الدراسة أن التحول من بيئة ورقية الى بيئة رقمية القى بظلاله على مواصفات القيم الخبرية فصارت في تغير أو اضطراب دائم ؛ وأن أهم العوامل التى تؤثر على القيم الخبرية هي العوامل الداخلية الخاصة بالبوابة الرقمية المتعلقة بالسياسات المؤسسية، وتوجهاتها وأجندتها ونظرتها للعمل الصحفي في إطار يساهم في الاستقرار الأمني والاقتصادي! وأن العوامل الداخلية بغرفة الاخبار داخل المؤسسة هى الحصن الأول التى تتحطم عليه كل الضغوط السياسية والمجتمعية والتشريعية وكيفية تأهيل الصحفيين، ووجدت الأطروحة أن أهم قيمة لا غنى عنها فى أى بوابة رقمية، بعد المصداقية والوضوح والآنية هي قيمة “التفاعل مع القارئ ما هي حاجاته وخدماته ووجهة نظره!
وكشفت الأطروحة أن “الصحفي الشامل فى أداء المهارات صار ضرورة حتمية ولابد لأن يكن جاهزا للقيام بأى مهمة فى إطار تعدد الوسائط، بعد توفر شروط أساسية خاصة بعمله مثل: مهارة الكتابة بلغة عربية سليمة والإلمام بكل مراحل صناعة الخبر بدأ من تغطية الحدث وكتابته فى موقع الحدث والتعليق عليه وتصويره حتى نشره على صفحات البوابة الخبرية، ترقي بذوق القارئ والمونتاج والتصوير وصناعة الفيديو جرافيك والانفوجرافيك.
وأكدت الدراسة أن التحول إلى الرقمنة والاستفادة من الذكاء الاصطناعى صار حتمية تكنولوجية واجتماعية، في ظل التقدم الهائل في تقنيات الوسائط الرقمية.
جاءت الدراسة فى ستة فصول، الفصل الأول بعنوان: الإطار المنهجي للدراسة، وناقش فيه الباحث موضوع الدراسة وأهميته والدراسات السابقة والخطوات المنهجية للدراسة. وجاء الفصل الثاني بعنوان: الإطار النظري للدراسة، وناقش فيه الباحث؛ نظرية الأطر الإعلامية، ونموذج التسلسل الهرمي للتأثيرات الاجتماعية على المحتوى الإعلامي، ونظرية الاستقبال والتلقي وتفاعل الجمهور مع الأخبار.
وحمل الفصل الثالث عنوان: القيم الخبرية فى المنصات الرقمية ناقش الخبر فى العصر الرقمي، والقيم الخبرية المصرية والأجنبية،
وفي الفصل الرابع الذى حمل عنوان “نتائج الدراسة التحليلية” المتعلقة بالمضمون، ناقش مضمون البوابات الرقمية المصرية، حيث طبقت الدراسة التحليلية على عينة تضم (7639) مادة اخبارية خلال شهر فى الصفحة الرئيسية من بوابة الأهرام وبوابة اليوم السابع,
وسجل الفصل الخامس نتائج الدراسة الإثنوجرافية، بعد معايشة الباحث العمل فى غرف الأخبار المصرية وتعرف فيه على تأهيل صناع الأخبار ومستقبل البوابات الرقمية من واقع صناع المحتوى، والتقى نحو عشرين صحفيا فى كل من بوابتي الدراسة،
وناقش الفصل السادس نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بالتفاعل مع الجمهور، ومدى تحقق الفروض التى وضعها عن أنماط وسمات السلوك الإخباري للجمهور.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D9%85_%D8%A5%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9