في خطوة عاجلة وضرورية، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن منح تأشيرات إضافية لعدد كبير من الطلاب الدوليين المقبولين في جامعة كوليدج لندن (UCL)، بعد أن واجهوا خطر تأجيل دراستهم نتيجة تجاوز الجامعة للحد المسموح به من وثائق القبول (CAS).
الأزمة بدأت عندما شهدت الجامعة “ارتفاعًا غير مسبوق في الطلب” هذا العام، ما أدى إلى تجاوزها لحصتها من الوثائق الإلكترونية الخاصة بقبول الدراسة، والتي تُعد شرطًا أساسيًا للحصول على تأشيرة طالب في المملكة المتحدة. النتيجة كانت كارثية على مئات الطلاب – خصوصًا من الصين – الذين كانوا قد أنهوا ترتيبات السفر والسكن، بل إن بعضهم كان قد وصل بالفعل إلى بريطانيا مع بدء الفصل الدراسي.
أمام هذا المأزق، قدمت الجامعة اعتذارًا رسميًا للطلبة المتأثرين، معبرة عن أسفها “للتعطيل وعدم اليقين” الذي تعرضوا له، وعرضت دفع 1000 جنيه إسترليني لتغطية تكلفة التأشيرة السريعة لبعض الطلاب. كما بادرت بإجراء مفاوضات عاجلة مع وزارة الداخلية، والتي وافقت بدورها على إصدار تأشيرات إضافية لإنقاذ الموقف.
وقال متحدث باسم UCL: “يسعدنا أن نؤكد لطلابنا الدوليين المتأثرين أنهم سيتمكنون الآن من بدء دراستهم في الجامعة. نحن ممتنون جدًا لصبرهم، ونشكر وزارة الداخلية على تعاونها السريع.”
العديد من الطلاب تحدثوا عن حجم القلق الذي عايشوه خلال الأسابيع الماضية، لا سيما في ظل تضارب الرسائل وعدم وجود وضوح بشأن مستقبلهم الأكاديمي. إحدى الطالبات قالت:
“شعرت بارتياح شديد عندما تأكدت أنني سأتمكن من الدراسة. كنا نتلقى معلومات متضاربة منذ أسابيع، وكانت فترة مرهقة للغاية.”
الجدير بالذكر أن من بين المتأثرين قرابة 200 طالب صيني، بعضهم كان موجودًا بالفعل في بريطانيا. وقد حذّرت الجامعة بأن من لم يحضر قبل 10 أكتوبر (آخر موعد للالتحاق ببرامج الدراسات العليا) قد يفقد مقعده.
هذه الأزمة أثارت تساؤلات واسعة حول إدارة القبول في الجامعات البريطانية، ومدى استعدادها لاستيعاب الزيادات الكبيرة في الطلب من الطلاب الدوليين، في ظل اعتماد متزايد على هذه الفئة لتمويل التعليم العالي في المملكة المتحدة.