شهدت الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم الأحد، احتفالية كبرى بتخريج دفعات جديدة من طلاب كليات الهندسة، والهندسة المعمارية، والهندسة الصيدلية والتكنولوجيا، بحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، وعدد من الشخصيات المصرية والألمانية رفيعة المستوى.
جاءت الاحتفالية وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بمشاركة أكثر من 600 خريج وخريجة من مختلف التخصصات، وبحضور قيادات الجامعتين الألمانية بالقاهرة والدولية بالعاصمة.

أعرب الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، عن فخره بخريجي هذا العام، مؤكدًا أن الجامعة الألمانية الدولية أصبحت نموذجًا متميزًا للتعاون العلمي والثقافي بين مصر وألمانيا، ومنارة أكاديمية تستند إلى معايير الجودة الألمانية وتعمل على تخريج جيل يمتلك فكرًا علميًا منفتحًا وهوية وطنية راسخة.
وقال منصور: «نحتفل اليوم بسفراء الأمل من شباب مصر الواعد الذين يمثلون نموذجًا للعقل العالمي بالهوية المصرية، قادرين على المنافسة في أسواق العمل المحلية والدولية».
وأشار إلى أن الجامعة الألمانية الدولية، منذ تأسيسها، تمثل قصة نجاح في التعليم العابر للحدود، وتعمل على إعداد خريجين يمتلكون أدوات الابتكار والتفكير النقدي وريادة الأعمال بما يواكب تطلعات الدولة المصرية نحو بناء الإنسان ودعم اقتصاد المعرفة.
شكر للدولة والشركاء الألمان
وأعرب منصور عن شكره للحكومة المصرية، مؤكدًا أن مشروع الجامعة الألمانية الدولية ما كان ليرى النور لولا دعم الدولة المصرية التي وهبت الأرض وساعدت في البناء عبر شركة العاصمة الإدارية الجديدة، وخص بالشكر الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، تقديرًا لدورها في دعم التنمية في ربوع مصر ومشروع «هوية مصر».
كما توجه بالشكر إلى الجامعات والهيئات الألمانية، ومن بينها وزارة التعليم والبحث العلمي الفيدرالية، ووزارة الخارجية الألمانية، والسفارة الألمانية بالقاهرة، والهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD)، مؤكدًا أن تعاون الجانبين المصري والألماني أنتج تجربة تعليمية فريدة على أرض مصر.
وقال منصور إن الجامعة الألمانية الدولية أصبحت رمزًا لفلسفة التعليم العابر للحدود، الذي يربط بين الأكاديمية والمهنية، والعلم والإنسانية، موضحًا أن «التعليم، والسلام، والاقتصاد» يشكلون معًا مثلث الحياة الذي تبنى به الأمم الحديثة.
وأضاف: «أنتم سفراء الأمل.. تعلمتم أعلى معايير التعليم، وأصبحتم خريجين عالميين بعلمكم وأخلاقكم وإنسانيتكم وقدرتكم على التفاهم مع الثقافات الأخرى».
وأكد أن هذا التخرج لا يُعد مجرد مناسبة أكاديمية، بل حدثًا عالميًا يعكس قوة العلاقات بين مصر وألمانيا، ويؤكد أن الشباب المصري قادر على أن يكون صانعًا للسلام والتنمية أينما وُجد.
بوابة الأمل
واستعاد الدكتور منصور ذكرى زيارة الرئيس الألماني للجامعة في سبتمبر الماضي، عندما افتتح «بوابة الأمل» التي ترمز إلى نشر ثقافة السلام، قائلًا: «منذ ربع قرن وأنا أؤمن أن العالم يحتاج مئات الجامعات التي تبني الإنسان وتنشر قيم التفاهم، وقد أكد الرئيس الألماني أن العالم اليوم يحتاج إلى الآلاف منها».
وأشار إلى أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تُعد أكبر جامعة ألمانية عابرة للحدود في العالم، تليها الجامعة الألمانية الدولية GIU، واللتان تمثلان نموذجًا واقعيًا للتعاون الأكاديمي الذي يصنع الفارق في مستقبل الشباب المصري.
وخاطب منصور الخريجين قائلًا: «احلموا حلمًا كبيرًا بلا حدود، فالسماء هي طموحكم. الجامعة لم تخرّج طلابًا فقط، بل أعدّت مواطنين عالميين قادرين على التعايش مع الثقافات المختلفة، دون أن يفقدوا هويتهم أو إنسانيتهم أو انتماءهم».
واختتم كلمته بالإشارة إلى قصة نجاح أحد طلاب الجامعة، الذي تم اختياره للعمل في قسم البحوث بشركة مرسيدس بنز العالمية أثناء دراسته، معتبرًا ذلك «أكبر دليل على نجاح فلسفة التعليم العابر للحدود التي تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي الحقيقي داخل مؤسسات عالمية».
بداية مرحلة جديدة
من جانبها، أعربت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، عن سعادتها بالمشاركة في احتفال الجامعة الألمانية الدولية، مشيرة إلى أن هذا اليوم يمثل لحظة فخر وفرحة لكل أسرة مصرية آمنت بالعلم طريقًا لبناء المستقبل.
وقالت الوزيرة في كلمتها: «اليوم هو يوم الحصاد بعد سنوات من الجهد والاجتهاد، وبداية مرحلة جديدة مليئة بالفرص والتحديات، فواجهوها بالعزيمة والإيمان بالنجاح، واثبتوا لأنفسكم أنكم قادرون على التميز».
وأضافت: «مصر الجديدة تحتاج إلى عقول واعية وسواعد مخلصة تمتلك العلم والإيمان والقدرة على مواجهة الصعاب، فلتجعلوا من هذا التخرج نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق، ولتتذكروا أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالاجتهاد والعمل من أجل الصالح العام».
ووجهت الوزيرة خالص التقدير لأولياء الأمور، مؤكدة أنهم الشركاء الحقيقيون في هذا النجاح، كما شكرت إدارة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس على دورهم في بناء العقول وصقل مهارات الطلاب، مؤكدة أن الجامعات ليست فقط مؤسسات للتعليم بل مصانع لإعداد القادة ورواد التنمية.
نموذج متكامل للتعليم الحديث
وأكد الدكتور سليم عبد الناظر، رئيس الجامعة الألمانية الدولية، أن الجامعة استطاعت خلال فترة وجيزة أن تثبت مكانتها كأحد أبرز الصروح التعليمية بالعاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن برامجها الأكاديمية تقوم على فلسفة الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، بالشراكة مع كبرى الجامعات الألمانية.
وأضاف أن الجامعة تفتخر بما حققه طلابها من إنجازات بحثية ومشروعات تطبيقية في مجالات الهندسة، والتكنولوجيا، والعلوم الصيدلية، بما يعكس جودة التعليم والابتكار الذي تتبناه.
ثمرة تعاون مصري ألماني
وأعرب السيد بوليوس جورج لوى، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية، عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وألمانيا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مشيدًا بالدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة المصرية للجامعات الألمانية العاملة في مصر.
وأكد أن الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية أصبحت رمزًا للتعاون الأكاديمي المثمر، ونموذجًا لما يمكن أن تحققه الشراكات التعليمية في دعم التنمية المستدامة وصقل مهارات الشباب المصري.
واختُتمت الاحتفالية بفقرة موسيقية مميزة قدمها طلاب الجامعة، عكست روح الإبداع والانتماء التي تميز أبناء الجامعة الألمانية الدولية، وسط أجواء احتفالية رسمت ملامح يوم لا يُنسى في مسيرة الخريجين وأسرهم.




















