نجح الدكتور محمد احمد عبدالفتاح المدرس بقسم جراحة العظام بكلية طب بنات الأزهر، و الاستشارى المتخصص فى إصلاح حالات تشوهات العظام للأطفال و البالغين، في إجراء عملية دقيقة لطفله كان تعاني من حالة نادرة تُعرف باسم radial club hand، وهي تشوه خِلقي يتمثل في غياب أو ضعف نمو عظمة الكعبرة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بفقدان أو قصور شديد في الإبهام.
هذه الحالة كانت تمثل عائقًا كبيرًا أمام الطفله في ممارسة أنشطتها اليومية البسيطة مثل الإمساك بالألعاب أو حمل الأدوات. فغياب الإبهام يعني فقدان ما يقارب نصف وظيفة اليد، وهو ما يحد بشكل واضح من قدرتها على الاعتماد على نفسها
الجراحة التي أُجريت لهاعُرفت باسم Pollicization، وهي واحدة من أعقد جراحات اليد، حيث يقوم الجراحون بإعادة تشكيل إصبع من الأصابع المجاورة –غالبًا السبابة– ونقله إلى موقع الإبهام، مع الحفاظ على الأعصاب والأوعية الدموية والأوتار اللازمة للحركة والإحساس.
وبعد اجراء الجراحه و الخروج من العمليات ، خرجت الطفله من الجراحة بإبهام جديد قادر على الحركة والإحساس. ومع بدء برنامج العلاج الطبيعي والتأهيل، بدأ يظهر الفارق الكبير في حياتها: بات يستطيع الإمساك بالأشياء، اللعب بحرية أكبر، والاعتماد على نفسها في الأنشطة اليومية.
الأطباء أكدوا أن هذه الجراحة لا تمنح الطفل شكلاً أكثر طبيعية لليد فحسب، بل تمنحه أيضًا وظيفة عملية أساسية تساعده على الاندماج في الحياة الاجتماعية والتعليمية مثل أقرانه.
مثل هذه النجاحات الطبية تعكس التطور الهائل في جراحات اليد عند الأطفال، حيث أصبح بالإمكان تحويل عجز كان يلازم الطفل مدى الحياة إلى فرصة جديدة للانطلاق، ليكتب الطب فصلًا جديدًا في قصص الأمل.