عقد صالون نفرتيتي الثقافي فعالية “دمياط وميراث النهر والبحر” في إطار مبادرة “البشر حراس الأثر” بمركز “جسر الحضارة” الثقافي بدمياط، بهدف تسليط الضوء على تاريخ المدينة الأثري والثقافي. شهدت الفعالية حضورًا من مسؤولي الآثار والتراث بدمياط ومثقفين وأبناء المدينة المهتمين.
استعرض الدكتور رضا صالح مدير آثار دمياط تاريخ المدينة وآثارها القديمة، مشيرًا إلى أن المدينة تضم 16 تلًا أثريًا، منها “تل الدير” و”تل شطا” و”تل ذهب” الذي يحوي أطلال مدينة متكاملة. وأكد أن الحفائر العلمية للبعثة المصرية عثرت على مدار 17 موسم أثري توابيت وتماثيل أوشابتي وبعض اللقى الفخارية وعملات ترجع إلى الأسرة السادسة والعشرين.
تحدث الأثري شريف أبو النجا عن الكنوز المعمارية والدينية الأثرية في دمياط، مثل مسجد عمرو بن العاص والنعيمي وأبو المعاطي، إلى جانب القباب والزوايا التاريخية والكنائس العريقة مثل كنيسة السيدة العذراء وكنيسة الروم الأرثوذكس.
عرضت الدكتورة داليا محمد جودة جهودها في نشر الوعي الأثري بين مختلف الفئات العمرية، عبر تنظيم عروض مسرحية ومسابقات ومحاكاة لعمليات الاكتشاف الأثري.
واستعاد الباحث محمد القبرصلي صفحات من تاريخ دمياط، مؤكدًا ريادتها في صناعات الحرير وبناء السفن والأثاث، ومشيرًا إلى دور المرأة الدمياطية في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما حكى عن قيام دمياط في الاحتفال بعيد وفاء النيل بمنتصف شهر أغسطس من كل عام حتى نهاية الخمسينيات.
طالب الحضور بإقامة متحف قومي يجمع آثار دمياط عبر العصور، وتسجيل الحرف اليدوية المتوارثة على قائمة التراث العالمي، والاهتمام بتدريس تاريخ الحضارة المصرية بشكل مشوق. كما أكدوا على شغفهم بتاريخ محافظة دمياط وحرصهم على حمايته على اعتبار أنه جزء من الهوية المصرية الأصيلة ويمثل عنصر من عناصر الجذب السياحي الثقافي.