يمثل انخفاض التحصيل الدراسي أحد أخطر المشكلات التي تواجه الطلاب داخل المنظومة التعليمية، وقد تهدد استمراريتهم فيها بشكل ناجح إذا لم تُعالج منذ المراحل الأولى. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن هناك عدة عوامل خفية تقف وراء ضعف الدرجات وتراجع الأداء الأكاديمي، تبدأ من مرحلة ما قبل المدرسة وتمتد إلى السلوكيات اليومية للطفل داخل البيت والفصل.
وأشار شوقي إلى أن إهمال إلحاق الطفل بدور حضانة تربوية وصحية قبل المدرسة يضعف من استثارة قدراته العقلية في المراحل المبكرة، وهو ما ينعكس على استيعابه لاحقًا. كما لفت إلى أن عدم علاج أي مشكلات بالحواس مثل السمع أو البصر يعيق الطفل عن متابعة دروسه، فضلًا عن خطورة ضعف تأسيسه العلمي نتيجة وقوعه في يد معلمين غير متمكنين.
التحصيل الضعيف واستخدام الانترنت
وأضاف أن انشغال الطفل باستخدام الموبايل والإنترنت معظم الوقت، وتأجيل استذكار دروسه أولا بأول، من أبرز أسباب التراجع في التحصيل. كما شدد على خطورة أسلوب بعض الآباء في تغذية أبنائهم بعبارات سلبية مثل “أنت غبي” أو “لن تنجح”، مؤكدًا أن هذه العبارات تهدم ثقة الطفل بنفسه وتكرس لفكرة العجز الدراسي.
وأكد الدكتور تامر شوقي أن الحل يكمن في متابعة دقيقة من الأسرة، وتنويع طرق التعلم بين القراءة والفيديوهات والأنشطة العملية، مع التركيز على معالجة نقاط الضعف مبكرًا، مشيرًا إلى أن التحصيل الدراسي ليس مجرد درجات في اختبار، بل عملية تراكمية تبدأ من بيئة أسرية ومعلم مؤهل ودعم نفسي سليم.