انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الثاني والعشرين للأشعة يومي 8 و9 سبتمبر 2025، تحت رعاية وحضور الأستاذ الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وبمشاركة الأستاذ الدكتور عمر عزام وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ الدكتور هاني العسلي النائب المدير التنفيذي للمستشفيات للشؤون المالية وأستاذ الأشعة، والأستاذ الدكتور عمر معاوية رئيس قسم الأشعة، إلى جانب نخبة من الأساتذة والخبراء. وقد جاء هذا العام ليضع الذكاء الاصطناعي في صدارة النقاشات العلمية، باعتباره المستقبل الذي يفرض نفسه على جميع التخصصات الطبية.
ترأس المؤتمر الأستاذ الدكتور عمر معاوية، رئيس قسم الأشعة، وشارك في تنظيمه فريق من الأساتذة يتقدمه الأستاذ الدكتور هاني سامي رئيساً فخرياً، والأستاذ الدكتور هاني العسلي منسقاً عاماً، والأستاذة الدكتورة نادين برسوم أميناً عاماً، إلى جانب الأستاذة الدكتورة هبة عزام، والأستاذة الدكتورة لمياء بسام، والدكتورة دينا حسني، والدكتورة أميرة داود، والأستاذة الدكتورة رانيا فاروق، والأستاذ الدكتور محمد حامد، والأستاذ الدكتور محمد علي.
في كلمته، استهل الأستاذ الدكتور حسام صلاح مراد حديثه بالتأكيد على أن علماء قصر العيني يحملون مسؤولية أكبر من كونهم مجرد أطباء، فهم في موقع يتطلب منهم الجرأة على استشراف المستقبل وصناعته. وأوضح أن تخصيص المؤتمر هذا العام لمناقشة الذكاء الاصطناعي يعكس وعياً بضرورة التعامل مع الواقع الجديد. وأكد أن المطلوب هو أن يسعى قصر العيني ليكون من مطوري ومُنتجي الذكاء الاصطناعي وليس مجرد مستخدم له، مشيراً إلى أن جامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، وضعت خطة استراتيجية للذكاء الاصطناعي، وأن قصر العيني جزء أصيل من هذه الاستراتيجية. وأضاف أن العالم لا يعترف بالمستخدمين وإنما يتقدم فيه المنتجون وحدهم، وأن كلية الطب بدأت بالفعل، عبر قطاع الدراسات العليا والبحث العلمي، خطوات جادة جعلتها تتحول من مجرد مستهلكة للتقنيات إلى مؤسسة قادرة على الإسهام في إنتاجها.
وأشار إلى أن التغيير صعب دائماً، لكن الانتقال إلى عالم الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة حتمية تفرضها رؤية مصر 2030، وهي مسؤولية يجب أن تتحملها جميع المؤسسات، وكلية الطب جزء لا يتجزأ من هذا التحدي. وشدد على أن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي لن يتحقق إلا من خلال البحث العلمي الجاد والتكاتف والعمل المشترك، بحيث يمتد التحول الرقمي إلى جميع قطاعات الكلية والمستشفيات.
ولفت الدكتور حسام صلاح إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس وليد اليوم ولا السنوات القليلة الماضية، بل هو ثمرة جهود ممتدة منذ عقود حتى ظهر بقوة في الحاضر. ومن ثم فإن المطلوب هو الإسراع بالانخراط فيه، وجعل قصر العيني بكل مؤسساته رائداً في تطبيقه وتطويره، بما يضعه في مصاف الجامعات العالمية. واختتم مؤكداً أن قصر العيني لطالما ترك بصمة واضحة على المجتمع المصري والدولي، وأن طموح الكلية أن تكون حجر الأساس في دفع الاقتصاد الوطني من خلال عقول علمائها، بالانتقال إلى جامعات الجيل الرابع وصولاً إلى الجيل الخامس، والتغلب على أي معوقات قد تعترض هذا الطريق.
وفي سياق متصل، قال الأستاذ الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن انعقاد المؤتمر بهذا الزخم يعكس رسالة قصر العيني في الانفتاح على المجتمع الطبي، مؤكداً أن الهدف هو أن تظل الكلية منبراً وطنياً وعلمياً لمناقشة قضايا المستقبل.
كما أكد الأستاذ الدكتور هاني العسلي أن المؤتمر يطرح قضية جوهرية حول طبيعة العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأطباء، موضحاً أن التقنية وحدها لا تكفي، وأن المستقبل الأفضل يكمن في التكامل بين الذكاء الاصطناعي وخبرة الأطباء، حيث يضيف الذكاء الاصطناعي سرعة ودقة، بينما يقدم الطبيب الرؤية الإنسانية والسريرية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وأشار إلى أن هذه العلاقة التكاملية هي ما يجعل للذكاء الاصطناعي قيمة حقيقية، إذ إنه لا يُنظر إليه كبديل عن الطبيب، بل كأداة متقدمة تدعم عمله وتفتح أمامه آفاقاً جديدة في التشخيص والعلاج. وأضاف أن الاستثمار في تدريب الكوادر الطبية على استخدام هذه التقنيات، مع الحفاظ على البعد الإنساني للممارسة الطبية، هو الضمانة الحقيقية لمستقبل ناجح يوازن بين التقدم التكنولوجي والرسالة الإنسانية لمهنة الطب.
من جهته، أعرب الأستاذ الدكتور عمر معاوية، رئيس المؤتمر ورئيس قسم الأشعة، عن اعتزازه بنجاح الفعاليات، مؤكداً أن المؤتمر يمثل منصة تفكير جماعي تستشرف الغد، وأن اختيار محور الذكاء الاصطناعي لم يأتِ صدفة بل لكونه واقعاً مؤثراً في ممارسة الأشعة، وأن الهدف هو تطويع هذه التكنولوجيا لخدمة المريض وتعزيز دور الطبيب.