فى كل بيت مصرى هذه الأيام شاب أو شابة أما تخرج فى الجامعة أومنتظر قبوله فيها وفى كلا الحالتين القلق والحيرة والتفكير يشغل الجميع، ماذا عن فرص العمل بعد التخرج هل سيجد فرصة ؟ أين وكيف وكم الراتب ؟
فعلاقة الخريجين بسوق العمل علاقة تشعر أنها علاقة يشوبها خلل فكلاهما يرغب فى الأخر لكنه لا يستطيع الوصول اليه !! فالعرض والطلب لا يلتقيان الا قليلا( وظائف تبحث عن شباب وشباب يبحث عن وظائف ) فكَم الإعلانات التى تغرق المنصات ومواقع التوظيف من قبل الشركات والمؤسسات والبنوك والهيئات والمشاريع الناشئة على منصات مثل ( لينكد إن ) (وظف)) وموقع (انديد) و(جلاس دوور)(فرصنا).. توحى بأن السوق لديه طلب أكثر من المعروض ! وأمام كم الطلب أى طلبات التوظيف والسير الذاتية التى يقدمها الباحثون عن فرصة عمل كل يوم وكم العاطلين والعاملين فى غير تخصصهم يشعرك بأن المعروض اكبر بكثير من المطلوب ! أضف الى ذلك التغيرات التكنولوجية السريعة ومتطلباتها وتقنية الذكاء الاصطناعى وتبعاتها وتهديدها بإختفاء 92 مليون وظيفة من سوق العمل فى العالم !

الفجوة بين سوق العمل وشباب الخريجين كيف يتم تقريبها؟وماهى الفرص المتاحة أو الوظائف المعروضة والمطلوب شغلها بشكل عاجل؟
فى السطورالقادمة نحاول رسم خريطة للوظائف المتاحة فى سوق العمل المحلى والدولى من خلال رصد واقعى بمساعدة مراكز اقتصادية وخبراء فى سوق العمل والجامعات
بالتأكيد ثورة تكنولوجيا المعلومات أثرت على أنماط العمل ونوعية الوظائف المطلوبة، والقطاع الخاص اصبح هوالمحرك الأساسى للوظائف الجديدة وهناك ارتفاع مستمر فى الوظائف غير الرسمية ( حسب الجهاز المركز للتعبئة والاحصاء)
فمنذ 2014 تبنت الدولة برنامج اصلاحى لتنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى لتهيئة بيئة الأعمال لتحفيزالقطاع الخاص على العودة للمشاركة في الحياة الاقتصادية . ومن ناحية اخرى فقد تابعنا الحرب الاسرائيلية الايرانية وماقام به خبراء الأمن السيبرانى من دور فى هذه الحرب فقد كانت حرب تكنولوجية وهو ما يؤكد وجهة النظر فى اهمية التخصصات الجديدة فى عالم يموج بالتغيرات السريعة وحروب الجيل الرابع والخامس.
تحليل سوق العمل
بلاشك حدثت تغيرات فى أنماط الوظائف المطلوبة فى سوق العمل المصرى ، فحسب دراسة مقارنة أجراها المصري للدراسات الاقتصادية عن” تحليل الطلب في سوق العمل المصري الربع الأول لعام 2025 “، بالتركيز على وظائف تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات في مصر كشف عن زيادة عامة في عدد هذه الوظائف بنسبة 4% مقارنة بالربع السابق وتركزت في العاصمة
وحسب دراسة متعمقة ايضا لوظائف تكنولوجيا المعلومات وتأثيرالذكاء الاصطناعي على سوق العمل فى هذا المجال حاليا ومستقبلا،اكد على تأثيرالذكاء الاصطناعي بشكل كبير ومتزايد على سوق العمل، ووفقًا لاستطلاع عالمي شارك فيه المركز، فإن سوق العمل العالمي سيشهد ثلاث ظواهر متداخلة: الأولى هي دمج الذكاء الاصطناعي في الوظائف القائمة، والثانية هي خلق وظائف جديدة بالكامل في مجالات مثل الذكاءالاصطناعي والبيانات الضخمة، أما الظاهرة الثالثة فهي اختفاء تدريجي لوظائف تتسم بطابع تكراري وعلى رأسها ادخال البيانات.
نقطة ضوء
بالتأكيد هناك نقطة ضوء فى آخرالنفق ..وهى أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي سيلغى 85 مليون وظيفة من السوق العالمى فهناك 97 مليون وظيفة ستظهرايضا فى السوق العالمى هكذا أكد د يوسف القاضى رئيس جامعة بنها السابق وعميد كلية الهندسة جامعة بدرحاليا ًفى ندوة عن تغيرات سوق العمل واضاف هل نحن مستعدون لهذه التغيرات من خلال التعليم والجامعات ؟ وأجاب نعم مصر انتبهت لأهمية التعليم الفنى والتكنولوجى وزادت من فتح المدارس الفنية والصناعية وكذلك الجامعات التكنولوجية وهناك تغيير مستمر للوائح الجامعية يقوم به المجلس الاعلى للجامعات كل خمس سنوات بشكل دورى حيث يفرض على الجامعات تغيير كل كلية للوائحها ومناهجها الدراسية لمواكبة متغيرات السوق واحتياجاته واشار الى ضرورة التعليم المستمر لتحسين جودة العمل
كل التخصصات مطلوبة ولكن!
ستظل أغلب الوظائف مطلوبة فى سوق العمل الداخلى وايضا الخارجى ..فلا يمكن الاستغناء عن الأطباء اوالممرضات أوالمهندسين أوالمدرسين مثلا كل ماهنالك أن المبرمجين وقادة التكنولوجيا والأمن السيبرانى سيزيد الطلب عليهم . لدى الخريجين بين ما يتعلموه فى الجامعة وما يطلبه سوق العمل وهذا ما انتبه اليه الكثيرون الأن وبدأوا على الفور فى التعليم المستمر بعد التخرج وأحيانا ماقبل التخرج بكورسات او بدورات سواء مجانى أو بمقابل فالمواقع واليوتيوب يوفربرامج تعليم لكل شىء فمثلا الخريج إذا أراد ان يتعلم تخصص غير تخصصه مثل التسويق أوادارة المؤسسات اوالتنمية البشرية أوتسويق التطويرالعقارى مثلا فكل هذا متاح بسهولة ..فمثلا إدارة المستشفيات تختلف نسبة نجاحها اذا ما ادارها طبيب فقط او أذا ادارها دارس لعلم ادارة المستشفيات وهكذا فى كل تخصص .فالعالم قرية صغيرة والشاب عينه على الخارج مثل الداخل سواء السوق الخليجى أوالاوربى فالكل محتاج للشباب المصرى خاصة أوربا العجوز التى تعلن دائماً عن حاجتها لتخصصات كثيرة وأهمها التخصصات الطبية والهندسية والعمالة الفنية ..وهناك كثيرمن الشباب يمكنه العمل مع شركات عالمية وهو فى مكانه أونلاين وبالساعة بدون سفر واغتراب .
السوق المحلى والاوربى والأفريقى:
وبشكل احصائى أجابني أحد الاساتذة بجامعة خاصة يعمل فى مجال تنمية الموارد البشرية وعضوالغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة
فى مصرهناك طلب متزايد على وظائف لكل خريجى التخصصات الآتية
أولا :أطباء العلاج الطبيعى والتمريض وايضا مطلوبين فى السوق الخليجى والأوربى فمع أرتفاع الأعمار فى أوربا العجوز فهى فى حاجة الى هذه النوعية من التخصصات بالاضافة لأطباء الأسنان .. لكن فى الخليج فقد حل الهنود والسوريين محل طبيب الأسنان المصرى فحدث فائض كبيرمنهم فى السوق المصرى وسبب هذا ايضا عدم التسويق الجيد للخريجين قبل تسفيرهم وعدم عقد بروتكولات عمل مع الخليج ، ايضا مطلوب تغيير وجهة النظر لوظيفة الممرض والممرضة أجتماعياً فى مصر فهم مقدرون جدا فالخارج فالسير مجدى يعقوب متزوج من ممرضة مساعدة له هل أحد يمكن ان ينظر لها نظرة انها أقل منه أو ما الى ذلك .
ثانيا: خريجو هندسة الطيران مطلوبين جدا للعمل فى شركات البترول بعد استخدامهم لطائرات الهليكوبتر فى المواقع اصبحوا فى حاجة شديدة الى طيارين هليكوبتر وايضا ميكانيكا الطيران وهم مطلوبين محلياً وافريقياُ حيث الاكتشافات البترولية .. هناك فعلا شباب مصرى يعمل فى غينيا الاستوائية فى شركات البترول واضاف : السوق الأفريقى مفتوح فهناك بنوك مصرية تنشىء لها فروح فى بعض الدول الأفريقية فلابد لها من موظفين مصريين لادارته هناك .. وجنوب افريقيا الأن افتتح فيها مصنع مرسيدس
ثالثاً خريجو الهندسة الطبية مطلوبين للمستشفيات وشركات الأدوية والأجهزة الطبية
رابعاً : المهندسين الزراعيين مطلوبين فى السوق المحلى فهنان فى الاستثمار الزراعى فى مشروعات الاستصلاح للاراضى الصحراوية والمزارع سواء للثروة الداجنة أو الحيوانية والاستزراع السمكى ومزارع التصدير
خامساً : الطبيب البيطرى مطلوب جدا ايضاً فى نفس المشروعات السابقة خاصة وان الطلبة بيحجموا عن الا لتحاق بها حالياً لكنها مطلوبة
سادساً : خرجو الحقوق الدوليين أو اللغات للعمل فى الشركات الدولية التى تتطلب كتابة عقود وتحكيم دولى
سابعاً : وظائف التحول الرقمى والتكنولوجيا خاصة فى مجال الهارد والسوفت وير
فكل الشركات تطلب هذه التخصصات ومعهم تخصصات البرمجة والامن السيبرانى وتحليل البيانات هناك طلب متزايد عليهم
ثامنا : الطب الرياضى مطلوبين فى مصر والخارج وتخصص اصابات الملاعب ( تخصص عظام ) مطلوبين فى دول مثل الدانمارك واسبانيا فنظرا لكبر السن وقلة الشباب فهم فى حاجة لهذا التخصص
تاسعاً : فى مجال السياحة والفندقة مطلوبين فى الداخل والخارج نظرا لحالة من الانتعاش السياحى داخليا وخارجيا مطلوبين فى الفندقة هناك فمثلا كل خرجى المدرسة الفندقية فى الجونة سافروا للعمل فى فنادق فى المانيا
عاشرا: خريجو اللغات مطلوبين خاصة الالمانية والصينية واليابانية والكورية والروسية للسياحة ايضا
واخيراً خريجو التعليم الفنى والصناعى والجامعات التكنولوجية هم المحرك للاقتصاد المحلى فى المشروعات الصناعية والمشروعات الصغيرة ومن أهم الخريجين المطلوبين محليا وعالميا هو فنى اللحام تحت الماء مرتبه اعلى من المهندس ومطلوب جدا لشركات البترول ويعمل بالساعة وغالى جداً.