كد الدكتور علي شمس الدين ، رئيس الملتقى الدولي للتعليم العالي “اديوجيت”، خلال كلمته في المنتدى الأول للجامعات العربية ووكلاء استقطاب الطلبة الدوليين، أن التعليم العالي في العالم العربي يمر بتحولات جذرية تتطلب شراكات استراتيجية ومهنية بين الجامعات ووكالات إلحاق الطلاب لمواكبة التحديات وتوسيع فرص الاستقطاب، وأكدت خلال كلمته بتسليط الضوء على الريادة التاريخية للعالم العربي في التعليم العالي، مستعرضًا نشأة مؤسسات مثل جامعة القرويين وجامعة الأزهر، وتطور التعليم الجامعي الحديث في دول مثل مصر والسعودية والأردن والمغرب.
وأشار إلى التحولات التمويلية التي شهدها القطاع خلال العقود الأخيرة، نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب، وظهور الجامعات الخاصة والبرامج المدفوعة، مما أوجد بيئة تنافسية جديدة لا تقتصر على جذب الطلبة الدوليين، بل تشمل أيضًا الحفاظ على الطلبة المحليين. وسلط الضوء على التجربة المصرية، حيث ارتفع عدد الجامعات إلى 128 بحلول 2025، مع إنشاء 12 جامعة وطنية جديدة و10 جامعات تكنولوجية، واستهداف رفع عدد الطلاب الدوليين إلى 200 ألف طالب بحلول 2030 لتحقيق 2 مليار دولار من عوائد السياحة التعليمية. كما أشار إلى أن جامعة القاهرة وحدها تستقبل نحو 7,000 طالب دولي، ما يعكس مكانتها كوجهة أكاديمية رئيسية.
وتناول د. شمس أبرز الدول التي يقصدها الطلاب المصريون، مقابل الجنسيات الوافدة إلى الجامعات المصرية من دول عربية وإفريقية وآسيوية، مؤكدًا أن وكالات إلحاق الطلاب باتت شركاء حقيقيين في التوجيه والتسويق والدعم المؤسسي. لكنه أشار إلى عدد من التحديات، أبرزها غياب نظم الاعتماد الرسمية للوكالات، وتعقيد إجراءات التأشيرات، وضعف الأطر القانونية والتنظيمية، إلى جانب غياب استراتيجيات التدويل في بعض الجامعات وقصور التدريب والتنسيق المؤسسي.
وطرح شمس مجموعة من التوصيات، من أبرزها: على الحكومات: اعتماد وكالات الإلحاق رسميًا، تسهيل إجراءات التأشيرات، وتنظيم العلاقة القانونية بين الطالب والجامعة والوكالة. على الجامعات: تأسيس مكاتب متخصصة للتعامل مع الوكالات، بناء شراكات قائمة على الشفافية وجودة المخرجات، وتحفيز الأداء المستدام. على الوكالات: تقديم معلومات دقيقة، تدريب مستمر للموظفين، وتوظيف أدوات رقمية متقدمة مثل نظم إدارة العلاقات (CRM). وشدد على أهمية الاعتماد المهني كأداة لبناء الثقة، داعيًا إلى التعاون مع شبكات الجودة العربية مثل “ANQAHE” لتعزيز مصداقية الوكالات.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المنطقة العربية لم تعد مجرد مصدر للطلاب، بل وجهة تعليمية صاعدة، تحتاج إلى شراكات تحويلية ومهنية تستهدف “الطالب المناسب في البرنامج المناسب بالجامعة المناسبة”.