قال بيتر جرايسلر نائب وزير التعليم الفيدرالي الألماني، إن برلين ليست فقط مدينة ذات طابع سياسي أو اقتصادي، بل تُعد عاصمة ثقافية تجسد القوة الناعمة في دعم التواصل الثقافي والتعلم المشترك، مشيرا أن التدويل بالنسبة لألمانيا ليس مجرد سياسة تعليمية، بل ممارسة واقعية نغرسها في طلابنا، حيث يتعلمون أن الثقافة أداة للتفاهم والتعاون بين الشعوب.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المعرض الخاص بالمتحف المصري الكبير، والذي تستضيفه الجامعة الألمانية في برلين، بحضور الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة والعاصمة الإدارية وفرع برلين، والسفير محمد البدري، سفير مصر لدى ألمانيا، وعدد من السفراء والدبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين من ألمانيا ومصر.
وأكد كرايسلر أن “في زمن يعلو فيه صوت الانغلاق والانقسام، نحن نؤمن بقوة التلاقي”. وأضاف: “اليوم تشهد برلين ثماني فعاليات متنوعة تجمع بين الفن والموسيقى والثقافة والآثار، يلتقي خلالها الناس، ويتبادلون الرؤى والخبرات، مما يعكس روح المدينة كمركز للتنوع والانفتاح”.
وأشاد نائب الوزير بورش العمل التي جمعت شبابًا من مختلف بلدان العالم ضمن مبادرة “Connects”، واصفًا إياها بأنها “نموذج ملهم للابتكار وفرصة ثمينة للطلاب لإطلاق طاقاتهم والانخراط في تجارب تعليمية عابرة للحدود”.
وأكد أن “التواصل الحقيقي هو أساس التدويل الناجح، وهو ما نحتفي به اليوم”.
وقال كرايسلر: “نحن لا نحتفل لمجرد الاحتفال، بل لنؤكد أهمية الحوار والشراكة والدعم المتبادل. ما شهدناه اليوم هو وجهٌ مبهر للإرث الثقافي المشترك بين مصر وألمانيا، وفرصة للتعلم والانفتاح على مسارات جديدة من التعاون”.
وأشار إلى أن التعليم العالي الألماني يشهد تحولات نوعية في ملف التدويل، مؤكدًا أن “ألمانيا أصبحت اليوم ثالث أكبر وجهة للطلاب الدوليين على مستوى العالم، بفضل تفوقها في مجالات الصناعة وعلوم الفضاء والابتكار، فضلًا عن المنح الدراسية السخية التي تقدمها الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، ودعمها لمؤسسات متميزة مثل الجامعة الألمانية بالقاهرة، التي تمثل نموذجًا ناجحًا لتعليم عالي الجودة يسهم في الاقتصاد الألماني من خلال خريجين مؤهلين للسوق الدولية”.
وختم كلمته بقوله: “أود أن أوجه شكري لجميع الشركاء في هذا الحدث، وبالأخص الطلاب الدوليين، الذين جعلوا من برلين منصة حقيقية للإبداع والتواصل. وأتمنى أن تسهم هذه الورش في بناء جسور جديدة للتفاهم، وأن تستمروا في الانفتاح على العالم بلا حدود.”