أكد الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة والجامعة الألمانية الدولية، أن ما تشهده الجامعة الألمانية بفرعها في برلين اليوم لا يُعد فعالية واحدة، بل تدشينًا متزامنًا لثماني فعاليات كبرى تعكس رؤية الجامعة في بناء جسور التواصل الثقافي والعلمي بين مصر وألمانيا وإفريقيا والعالم.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح معرض المتحف المصري الكبير، الذي أقيم بمقر الجامعة في برلين، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من سلسلة “Connect Workshops Series”، المبادرة التي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين مصر وألمانيا، وتسليط الضوء على ثراء التراث المصري الخالد.
وشهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى، تقدمه الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، إلى جانب لفيف من السفراء والدبلوماسيين، ونواب البرلمان الألماني، وأكاديميين ومثقفين ألمان، فضلًا عن وفد طلابي مصري يضم 600 طالب من مختلف المحافظات، ووفود إعلامية مصرية وألمانية.
وقال منصور: “هنا، وعلى أرض الجامعة الألمانية في برلين، نحتفي بـ608 طلاب من ورش Connect، يمثلون أكثر من عشر جنسيات من مختلف أنحاء العالم. اجتمعوا ليعبروا ممر الجامعة، الذي يُخلد تاريخها وهويتها من خلال رسائل بصرية وصور لطلاب متميزين من كل القارات.”
وأوضح أن هذا البرنامج يتزامن مع إطلاق عدد من المشروعات النوعية، من بينها مشروع “فلك” الذي يوثق أعمال 148 فنانة عربية ملهمة، ومشروع “Branding Egypt” الذي يُعيد تقديم صورة مصر بأسلوب عصري، بالإضافة إلى فعالية تُبرز دور الجامعة كمؤسسة فاعلة في مقاطعة شارلوتنبورغ ببرلين، ويُختتم بحفل موسيقي عالمي يربط الثقافات من خلال لغة الموسيقى.
وعن تنوع الفعاليات، أوضح منصور أن الرابط بينها هو “Connect”، البرنامج السنوي الذي تُطلقه الجامعة للشباب، حيث يتم كل عام ربطه بمحور ثقافي أو علمي يعكس الهوية المصرية. وأضاف:
“هذا العام يأتي الربط من خلال المتحف المصري الكبير، الذي يُقام له اليوم أول معرض خارجي بعد اليابان، في خطوة تمثل شرفًا كبيرًا لمصر وللجامعة، وتجسد دعمًا رسميًا ودبلوماسيًا رفيعًا بحضور السفير محمد البدري، والمدير التنفيذي للمتحف الدكتور أحمد غنيم.”
حضارة تتحدث للعالم
وأكد الدكتور أشرف منصور أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى ضخم، بل هو المتحف الوحيد في العالم الذي يُعنى بحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية العظيمة، التي لا تزال مصدر إلهام للبشرية.
“هذه الحضارة ليست حكاية عن الماضي، بل ميراث حي يسكن في وعي كل مصري، ويتجلى في العلوم والفنون والهندسة. من الأطراف الصناعية إلى المعمار، ومن الساندويتش إلى الوحدات القياسية، كل شيء بدأ من هنا… من المصريين”.
وأضاف أن هذا المفهوم يتكامل مع فلسفة الجامعة الألمانية التي لا تقتصر على تقديم التعليم، بل تسعى لتقديم نموذج جديد للتعليم العالي خارج حدود ألمانيا، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي المصرية، وهيئة التعاون الدولي الألمانية (GIZ).
من الحضارة إلى الذكاء الاصطناعي
وأشار منصور إلى أن الجامعة الألمانية والجامعة الألمانية الدولية تُقدمان اليوم برامج متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والصيدلة، والتكنولوجيا الحيوية، والميكاترونيكس، والقانون، وغيرها من التخصصات الحديثة، في إطار يربط طلاب Connect بإرث مصر العلمي، ويجعل من الجامعة جسرًا يربط بين حضارة الأمس وتكنولوجيا الغد.
وأوضح أن مصر كانت وما زالت دولة رائدة، وكان للمرأة فيها دور بارز كعالمة، وفنانة، ووزيرة. ومن هنا جاء مشروع “فلك” ليوثق إبداعات 148 فنانة عربية، ويُظهر أن نصف هذا العالم قيادي، وأن الإبداع لا يعترف بالحدود.
قصص نجاح وشراكات دولية
وتابع أن فعاليات المعرض تتوازى مع عرض خاص لقصص نجاح شباب مصريين استطاعوا تحقيق إنجازات كبيرة بفضل التعليم العابر للحدود، بما يعكس حجم الإمكانات لدى الجيل الجديد، ويعزز الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.
كما شهدت الاحتفالية توقيع اتفاقية تعاون مع الغرفة التجارية العربية الألمانية للتدريب المهني، لربط مصر والعالم العربي بألمانيا من خلال مشروع تعليمي تنموي فريد.
احتفالية للسلام والتعاون بين الشعوب
واختتم الدكتور أشرف منصور كلمته قائلًا: “هذا اليوم ليس فقط احتفالية فنية أو أكاديمية، بل هو احتفالية عالمية للسلام، تُشعرني بالفخر، لأن من حولي هنا هم من يصنعون جسور التعاون بين الشعوب، ويربطون الثقافة بالعلم، والماضي بالمستقبل، تحت راية الإنسانية.”