صرح حضاري غير مسبوق.. ومصر تُهدي الإنسانية متحفًا بحجم تاريخها
في زمن يعج بالصراعات ويبحث فيه العالم عن رموز للسلام والهوية، تستعد مصر لإهداء البشرية مشروعها الثقافي الأضخم: المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، وواجهة مشرقة لقوتها الناعمة المتجذرة في آلاف السنين من التاريخ.
رؤية معمارية تربط الماضي بالحاضر
يقع المتحف في موقع استثنائي يربط بين الحاضر والتاريخ، حيث يطل من الجنوب الشرقي على أهرامات الجيزة، ومن الشمال الشرقي على قلب القاهرة. وتتميز واجهته الرخامية الضخمة بتصميمها الهندسي المميز، الذي يعكس ضوء الحضارة المصرية القديمة من خلال أشكال مثلثية وخراطيش تحكي أسماء أعظم ملوك مصر القديمة.
“هدية مصر للعالم”.
في تصريحات خلال مائدة مستديرة مع عدد من الصحفيين ببرلين، علي هامش افتتاح معرض المتحف المصري الكبير الذي تستضيفه الجامعة الألمانية ببرلين ويفتح أبوابه مجاناً لمدة عشر ايام، قال الدكتور أحمد غنيم، المدير التنفيذي للمتحف المصري الكبير، إن هذا المشروع هو “هدية مصر للعالم”، وأهم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد متحف، بل “متحف المتاحف”، بما يحمله من رمزية ومضمون ومرافق غير مسبوقة.
وأضاف غنيم أن المتحف مر برحلة طويلة منذ وضع حجر الأساس في عام 2002، ثم بدأ تنفيذ المراحل الأولى في 2005، تلاها إنشاء مركز الترميم ومحطة الطاقة في 2006.
أرقام تروي عظمة المتحف
يقع المتحف على مساحة إجمالية تبلغ 500 ألف متر مربع، ويضم مجموعة واسعة من المباني والمرافق والخدمات الثقافية والتعليمية والترفيهية، أبرزها: الدرج العظيم: يمتد على مساحة 6000 متر مربع، وقاعة توت عنخ آمون، ومنطقة العرض الدائم، ومتحف مراكب الشمس، ومركب ترميم الآثار على مساحة 12300 متر مربع، يضم معامل متخصصة وفريقًا علميًا على أعلى مستوى.
تجربة متكاملة للزوار
يتضمن المتحف أيضًا مرافق ثقافية وترفيهية متكاملة، مثل متحف الطفل: مساحة 2500 متر مربع، مُجهز بتقنيات تفاعلية حديثة لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية، و 3 مكتبات متخصصة: منها مكتبة نادرة (250 م²) ومكتبة مرئية (325 م²)، هذا بجانب المركز الثقافي والقاعة الكبرى للمؤتمرات: لتنظيم الفعاليات الدولية والعروض الثقافية، وممشى تجاري:
مركز ترفيهي عائلي
ضمن فلسفة تحويل المتحف إلى مركز ترفيهي عائلي، تم تخصيص مساحات خضراء شاسعة تشمل حديقة المعبد، الحديقة الترفيهية، حديقة أرض مصر، وحديقة الطفل، كما تم إنشاء مطاعم ومقاهٍ تحمل طابعًا فرعونيًا يربط الزوار بالتجربة الحضارية الكاملة.
المتحف الذي ينتظره العالم
أوضح الدكتور غنيم أن المدخل الرئيسي للمتحف – البالغ مساحته 7000 متر مربع – يضم تمثال رمسيس الثاني الشهير، فيما تستقبل الزوار منطقة المسلة المعلقة (27 ألف م²). أما الواجهة الرئيسية فتبلغ 600 متر عرضًا و45 مترًا ارتفاعًا، مصممة برؤية بصرية تتناغم مع خطوط الأهرامات.
ويختم المدير التنفيذي تصريحه قائلاً: “تحول هذا المشروع من حلم إلى واقع، وتحولت الصحراء إلى صرح حضاري ينتظره العالم بأسره.. وخلال أيام، تفتتح مصر متحفًا استثنائيًا بحجم تاريخها”.