أعلن الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعات الألمانية بالقاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة وبرلين، انطلاق فعاليات “Connects Workshops 2025” – النسخة الثالثة، اليوم الإثنين حتى 31 يوليو 2025، والتي تنظمها الجامعة الألمانية الدولية ببرلين (GIU Berlin) بالتعاون مع الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC) والجامعة الألمانية الدولية GIU ، وذلك بالتزامن مع افتتاح معرض المتحف المصري الكبير في حرم الجامعة ببرلين.
وأكد الدكتور أشرف منصور، خلال لقاءه مع وفد إعلامي رفيع المستوى في العاصمة الألمانية برلين، ومن داخل حرم الجامعة، أن الفعاليات تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين مصر وألمانيا تهدف إلى خلق تفاعل ثقافي وتقني متواصل بين الحرمين الجامعيين في ألمانيا ومصر، وإعداد جيل جديد من الكفاءات الشابة القادرة على التفاعل بفعالية مع تحديات السوق العالمي.
وأوضح أن فعاليات “Connects 2025” صُممت لتشمل مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية العملية التي تلبي اهتمامات الشباب من الفئة العمرية 18 إلى 30 عامًا، بدءًا من ورش العمل التعليمية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز فهم الطلاب من خلال الذكاء الاصطناعي وأحدث التكنولوجيات والفنون والتصميم والعمارة، وصولًا إلى المشاريع التطبيقية التفاعلية في محيط برلين التي تركز على الرقمنة والتكنولوجيا والتصميم.
وأكد أن فعالية هذا العام شهدت إقبالًا كبيرًا، حيث يحضر 608 طلاب من 19 جامعة مختلفة، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 13 شركة متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتصميم، لافتًا هذا العدد يمثل نموًا ملحوظًا مقارنة بعام 2023 و 2024، مما يؤكد تزايد الاهتمام بهذه الفعالية خاصة مع وجود 1200 طالب لم يتمكنوا من التسجيل هذا العام بسبب الإقبال الهائل.
وأوضح الدكتور أشرف منصور، أن “تنظيم هذه الفعالية في قلب العاصمة الألمانية برلين يجسد رؤيتنا الاستراتيجية العميقة لتعزيز التكامل الأكاديمي والثقافي بين مصر وألمانيا، وأن هذه المبادرات تتجاوز كونها مجرد فعاليات سنوية؛ لأنها استثمار مباشر في بناء جيل جديد من القادة والمبتكرين، جيل قادر على التفاعل بفعالية مع تحديات السوق العالمي المعقدة والمساهمة بحلول مبتكرة لمستقبل أكثر إشراقًا.”
وأضاف الدكتور منصور قائلًا: “نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الجمع بين التدريب الأكاديمي، والخبرة التقنية المتقدمة، والإبداع الثقافي، هو السبيل الأمثل لإعداد كوادر مؤهلة ليس فقط لسوق العمل المحلي، بل لمنافسة عالمية حقيقية، وأن هذه الفعالية تعد تجسيد حي لهذه الفلسفة، حيث يجمع طلابنا من مصر وألمانيا للعمل معًا في بيئة تطبيقية، مما يمكنهم من اكتساب مهارات عملية حقيقية وتطوير قدراتهم في مجالات الريادة، التقنية، التصميم، والذكاء الاصطناعي.”
وأشار الدكتور منصور إلى أهمية هذه الشراكات في صقل مهارات الطلاب قائلًا: “من خلال ورش العمل التفاعلية التي يقودها أكاديميون وخبراء من كلا البلدين، يكتسب طلابنا خبرة ألمانية معتمدة، ويتعلمون كيفية تطبيق المعرفة النظرية لحل مشكلات واقعية مستوحاة من مشاغل السوق الأوروبي، ونحن نهدف إلى تزويدهم بالأدوات اللازمة للتفكير النقدي، والابتكار، والعمل ضمن فرق متعددة التخصصات والثقافات، وهي مهارات لا غنى عنها في عالم اليوم.”
وتابع أن الفعالية تتضمن ثلاثة مسارات رئيسية متخصصة، مصممة لتلبية الاهتمامات المتنوعة للطلاب وتطلعات سوق العمل، وهى مسار التصميم (Design Connects): ويركز على الابتكار الثقافي والاجتماعي، ويغطي ورش عمل في مجالات التصميم الحضري، الطباعة، التصميم الداخلي، تصميم المجتمعات الشاملة، التصميم ثلاثي الأبعاد، التفاعل الثقافي عبر التصميم، تحويل المواد، السرد القصصي بالذكاء الاصطناعي، وتصميم المنتجات المتنقلة والمستدامة.
والمسار الثاني هو الذكاء الاصطناعي (AI Connects) ويركز على التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل التكنولوجيا الرياضية، العمارة، التسويق الرقمي، مستحضرات التجميل وسلاسل الإمداد، استراتيجيات التعلم الذكي، المركبات الذكية، تطبيقات الجوال، التكنولوجيا المالية، الذكاء الاصطناعي التوليدي، السرد والإبداع، وتطوير البرمجيات.
أما المسار الثالث فهو الموسيقى (Music Connects): يُعنى بالموسيقى والأداء الفني، ويقدم ورش عمل حول إدارة الفعاليات الموسيقية، تقنيات الإنصات الموسيقي، تحسين مهارات الصوت والتنفس، تقنيات الغناء الشرقي، العزف على البيانو، مبادئ هندسة الصوت، وتاريخ الموسيقى الإلكترونية في برلين.
وحول الأثر بعيد المدى لهذه الفعالية، أوضح الدكتور منصور قائلًا: “المشاريع الطلابية السابقة، مثل مشروع السيارة الذكية ‘RoboRacer’ الذي حصد المركز الثالث في مسابقة بألمانيا، وورشة ‘صناعة الأدوية الخضراء’ التي نفذت بشراكة بين GIU وبرلين، وورشة ‘ما وراء الفضاء’ التي دمجت التصميم والذكاء الاصطناعي والموسيقى، هي خير دليل على قدرة طلابنا على تحقيق نتائج ملموسة، وأن هذه الإنجازات ليست مجرد نجاحات فردية، بل هي مؤشرات على جودة التعليم والتدريب الذي يتلقونه، وعلى قدرتهم على تحويل الأفكار إلى واقع مؤثر.”
واختتم الدكتور منصور تصريحاته قائلًا: “إن تواجدنا المزدوج في القاهرة وبرلين، وتنظيمنا لمثل هذه المبادرات، يعزز من مكانة الجامعتين كجسر ثقافي ومعرفي يربط مصر بقلب أوروبا، ونحن لا نعد طلابنا لسوق العمل فحسب، بل نعدهم ليكونوا سفراء للثقافة المصرية في ألمانيا، وللتميز الألماني في مصر، مما يساهم في بناء علاقات أقوى بين البلدين، وإعداد جيل قادر على قيادة التغيير الإيجابي في عالم مترابط ومتطور، وهذا هو جوهر رسالتنا: تعليم يفتح آفاقًا عالمية، وثقافة تبني جسورًا بين الشعوب.