تحول حلم الحفاظ على الهوية البصرية والثقافية لمصر إلى مشروع وطني رائد، تتلاقى فيه جهود الشباب بالخبرة الأكاديمية، وتلتقي فيه الفنون بالتخطيط العمراني، تحت مظلة الجامعة الألمانية بالقاهرة. مشروع “الهوية البصرية لمصر”، الذي انطلق بتكليف رئاسي عام 2018، بات نموذجًا يُحتذى به في الدمج بين الانتماء والمعرفة، بين الإبداع والبحث العلمي، حيث ساهم أكثر من 3000 شاب مصري في صياغة ملامح بصرية جديدة لـ7 محافظات رئيسية من أرض مصر.
مشروع وطني بتكليف رئاسي
أكد الدكتور أشرف منصور، مؤسس الجامعة الألمانية ورئيس مجلس الأمناء، خلال لقاء صحفي مع عدد من الصحفيين على هامش افتتاح النموذج المصغر للمتحف الكبير ، أن المشروع “ليس مجرد تصميم شعارات، بل عملية عميقة تهدف إلى إحياء روح المكان والتعبير عن رمزية كل محافظة وهويتها المتفردة”.
وأضاف أن المشروع يحقق هدفين محوريين: تعزيز الانتماء الوطني داخليًا، ودعم الصورة التسويقية والسياحية لمصر خارجيًا، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز هو “نجاح لمصر بأكملها، وليس فقط للجامعة الألمانية”.
وشدد منصور على أن تكامل المشروع مع فلسفة الجامعة في “بناء الإنسان والعقل والوجدان” هو ما أتاح له أن يثمر بهذا الشكل المتميز. وقال: “الهيئة الهندسية للقوات المسلحة شريك استراتيجي وكان لها دور محوري في التنفيذ، إلى جانب التعاون الوثيق مع المحافظات وجهات الدولة المعنية”.
احترام الخصوصية الثقافية
الميزة الأساسية التي ميزت المشروع – بحسب منصور – هي احترامه لخصوصية كل محافظة، من حيث الهوية التاريخية والاجتماعية، مما حاز على إعجاب وتقدير لدى أهالي المحافظات السبعة التي شملها التصميم، ومنها الأقصر، الإسكندرية، شرم الشيخ، وسانت كاترين.
مركز هوية مصر… قلب المشروع النابض
أوضحت ياسمين صالح، رئيس مركز الجرافيك ومدير مركز هوية مصر بالجامعة الألمانية بالقاهرة، أن المركز تأسس كمؤسسة بحثية تنفيذية داخل حرم الجامعة عقب التكليف الرئاسي، ويعمل بشراكة علمية وفنية مع نخبة من الأساتذة والخبراء المصريين والألمان، بالإضافة إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبدعم من الجهات التنفيذية. ولفتت إلى أن المشروع ليس فقط تصميمًا بصريًا، بل رؤية شاملة تتكامل مع التخطيط العمراني والتنمية المستدامة، ويعتمد على منهجيات علمية دقيقة.
من خلال هذا المشروع تؤكد الجامعة الألمانية بالقاهرة، عبر فرعيها في القاهرة وبرلين، التزامها برؤية مؤسسها الدكتور أشرف منصور، بأن تكون “مركز تميز وجسر أكاديمي وثقافي بين مصر وألمانيا”، وأن تلعب دورًا فاعلًا في تعزيز الصورة الذهنية لمصر في العالم، ليس فقط عبر البحوث، بل أيضًا من خلال الثقافة والفنون والهوية.
بهذا المشروع، تؤكد مصر عبر جامعاتها ومؤسساتها العلمية، أن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع الحداثة، وأن الانتماء يمكن أن يتجلى في خطوط التصميم والألوان، كما في الكتب والخطب. إنه مشروع هوية… بروح وطن.”