تؤمن الجامعة الألمانية بالقاهرة منذ انطلاقها عام 1994 بأنها ليست مجرد مؤسسة أكاديمية تقليدية، بل كيان تنويري يجمع بين التعليم والثقافة والدبلوماسية الناعمة. وعلى مدار أكثر من عقدين، ساهمت الجامعة في بناء جسور متينة بين مصر وألمانيا، ومصر وأوروبا، بل ومصر وأفريقيا، عبر مشروعات علمية وثقافية تعكس روح التبادل الحضاري والانفتاح على العالم.
آخر هذه المشروعات اللافتة، كان مشروع “فَلَك”، الذي قادته الأكاديمية اللبنانية ديما طنّير، ويجسّد رؤية إبداعية فريدة تجمع بين التصميم الجرافيكي والبحث الثقافي والرقمنة. المشروع نفذته 12 خريجةمن قسم التصميم الجرافيكي بكلية الفنون التطبيقية في الجامعة الألمانية بالقاهرة،وذلك كجزء من مسار التصميم التحريري (Editorial Design Track).
ووصفت طنّير المشروع بقولها: “فَلَك هو كوكبة من المدارات المتحركة، أطلس بصري يسلط الضوء على رائدات عربيات في مجالات الفنون البصرية. استلهمنا فكرته من الكوكبات النجمية التي ترمز إلى الترابط بين هذه الشخصيات الفنية، وأثرهن المتبادل على المشهد الثقافي والتصميمي في العالم العربي”.
ويتضمن المشروع ثلاثة مكونات رئيسية: موقع إلكتروني تفاعلي بالكامل يعرض سِيَر الفنانات وتحليل أعمالهن. منشور مستوحى من جماليات المخطوطات العربية القديمة، يوثق التجربة ويعيد تقديمها بصريًا بشكل معاصر، ومساحة عرض (إكسبو) تقدم مزيجًا بصريًا يربط بين الماضي والمستقبل، ويطرح تساؤلات حول الجماليات الجرافيكية في سياق عربي.
ويضم “فلك” 148 فنانة عربية، تم تصنيفهن ضمن 5 مجموعات رئيسية (كوكبات)، ما يعكس تسلسلًا جينيًا بصريًا يربط بين الأجيال الفنية، ويوضح كيف أثّرت كل فنانة على الأخريات، في مشهد بصري غني بالدلالات والتأثيرات.
المشاركات في المشروع هن: آتيا توكل، فرح أماد، هاجر هشام، هتلة حرب، مريم عمرو، مايا جمجوم، ميراي ماجد، نيرة خالد، نورين رايان، نور ياسر، نورهان جمال، وريم نور الدين.
ويُعد “فلك” نموذجًا لتكامل الإبداع مع البحث الأكاديمي، ودليلاً على قدرة التعليم على إنتاج محتوى معرفي وثقافي له قيمة خارج حدود القاعة الدراسية، ويخاطب جمهورًا واسعًا بلغته ومفاهيمه.