ليست مجرد جامعة، بل كيان يعزف منفردًا على أوتار الإنسان.
منذ نشأتها، قررت الجامعة الألمانية أن تسلك طريقًا مختلفًا، لا يشبه غيرها في فلسفتها، ولا في رؤيتها للعلم، أو في طريقتها الخاصة لبناء إنسان الغد.
فهي تؤمن أن بناء الإنسان لا يبدأ من المقررات، ولا ينتهي عند جدران القاعات.
العلم ليس تلقينًا، والمعرفة لا تُختزل في التخصصات، والجامعة ليست محطة مؤقتة، بل مسيرة تتقاطع مع حياة إنسانية كاملة.
الجامعة التي اختارت أن تنتمي لوطنها وتخاطب العالم، استطاعت أن تخلق هوية خاصة بها، تنبض بمصريتها في كل ركن، وتتمسك بشراكاتها الدولية، لكنها لا تذوب فيها.
هوية تشبه مصر كما ينبغي أن تكون، قوية، ملهمة، تحترم تاريخها، وتراهن على عقول شبابها.
ومن قلب العاصمة الألمانية برلين، تُكمل الجامعة سرد حكايتها؛ الحكاية التي بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا، واختارت أن تترك أثرًا يتجاوز الجغرافيا.
لم يكن افتتاح مبنى الجامعة الألمانية ببرلين حدثًا عابرًا، أو توسعًا تقنيًا فقط، بل كان اعترافًا بقيمة الفكرة، واحتفاءً بتجربة مختلفة، تؤمن أن التعليم رسالة، وأن الوطن ليس مجرد مكان، بل حضور ومعنى وأثر.
ومن نفس الإيمان بالهوية، وبأن الإنسان لا يكتمل وعيه إلا إذا سكنه التاريخ، جاءت مبادرة المتحف المصغر للمتحف المصري الكبير، في مبنى الجامعة ببرلين.
هو ليس مجرد معرض، بل وثيقة بصرية وإنسانية، تنقل ملامح الحضارة المصرية إلى قلب أوروبا، وتحكي قصة أمة بأدوات عصرية، ومنهج علمي، ولغة عالمية.
ويُقام المعرض بالتعاون بين مركز هوية مصر التابع للجامعة الألمانية بالقاهرة وإدارة المتحف المصري الكبير، حيث يضم مجموعة متميزة من الصور النادرة، ومقاطع الفيديو، والأفلام الوثائقية، التي تُبرز ثراء التراث المصري وتاريخه الممتد عبر آلاف السنين، في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز الحضور الثقافي والسياحي لمصر على الساحة الدولية.
المتحف لا يعرض فقط القطع أو الرموز، بل يعكس كيف تنظر الجامعة للهوية: ليست شيئًا ندرّسه في المناهج، بل نعيشها، نمارسها، نرويها للعالم.
إلى جانب المعرض، تنطلق فعاليات منصة Connects 2025 تحت شعار “الإلهام والتعلم والابتكار”، والتي تجمع بين شباب المبدعين من مصر وألمانيا عبر برنامج ثري من ورش العمل التفاعلية والأنشطة الإبداعية، يستهدف الفئة العمرية من 18 إلى 30 عامًا. وتهدف المنصة إلى تبادل المعرفة، وإبراز التجارب الطلابية الملهمة، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجالات التقنية والتصميم والتكنولوجيا المتقدمة.
هذه الجامعة قررت أن تحكي حكاية وطن.. بطريقة لا تشبه غيرها.